@ 185 @ للسلطان عن بجاية نقم فارح عليه ذلك وأسرها في نفسه إلى أن بعثه الحفصي المذكور مع الوطاسي لينقل حرمه ومتاعه وماعون داره إلى المغرب فانتهى إلى بجاية وبينما هو يحاول ما أرسل في شأنه شكا إليه الصنهاجيون سوء ملكة بني مرين فنجع كلامهم فيه ونفث لهم بما عنده من الضغن ودعاهم إلى الثورة بالمرينيين والقيام بدعوة الحفصيين فأجابوه إلى ذلك وتواعدوا للفتك بعلي بن عمر الوطاسي بمجلسه من القصبة وتولى كبرها منصور بن إبراهيم بن الحاج من مشيختهم وباكره في داره على عادة الأمراء ولما أكب عليه ليلثم أطرافه طعنه بخنجره ثم ولج عليه الباقون فاستلحموه وذلك في ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وثارت الغوغاء بالبلد وهتف الهاتف بدعوة أبي زيد بن محمد بن أبي بكر الحفصي صاحب قسنطينة وطيروا إليه بالخبر واستدعوه فتثاقل عنهم وبلغ الخبر إلى السلطان أبي عنان فاتهم أبا عبد الله الحفصي بمداخلة حاجبه فارح في ذلك فاعتقله بداره واعتقل وفدا من أشراف بجاية كانوا ببابه ثم راجع شيوخ بجاية بصائرهم وتداركوا أمرهم في الرجوع إلى طاعة السلطان أبي عنان واتفق رأيهم على أن يرقعوا هذا الخرق ويسدوا هذه الثلمة براس الحاجب فارح وصنهاجة الثائرين معه وداخلهم في ذلك القائد هلال مولى ابن سيد الناس ولما عزموا على أمرهم دعوا الحاجب فارحا إلى المسجد ليفاوضوه فيما نزل بهم فأحس بالشر ولجأ إلى دار الشيخ أبي العباس أحمد بن إدريس البجائي إمام بجاية ومفتيها فاقتحموا عليه الدار وباشره مولاه محمد بن سيد الناس بطعنة فأنفذه ورمى بشلوه من أعلى الدار فاحتزوا رأسه وبعثوا به إلى السلطان أبي عنان وفر منصور بن إبراهيم بن الحاج وقومه صنهاجة عن البلد وسرح السلطان أبو عنان إليها حاجبه أبا عبد الله محمد بن أبي عمرو في الكتائب فدخلها فاتح سنة أربع وخمسين وسبعمائة وذهبت صنهاجة في كل وجه ولحق أصحاب الفعلة منهم بتونس وتقبض الحاجب ابن أبي عمرو على جماعة من غوغاء بجاية