@ 184 @ $ تملك السلطان أبي عنان بجاية وتولية عمر بن علي الوطاسي عليها $ .
لما وفد أبو عبد الله الحفصي على السلطان أبي عنان بلمدية في شعبان من سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وبالغ في إكرامه ناجاه بذات صدره وشكا إليه ما يلقاه من رعيته من الامتناع من الجباية والسعي في الفساد وما يتبع ذلك من شقاق الحامية واستبداد البطانة وكان السلطان أبو عنان متشوفا لمثلها فأشار عليه بالنزول عنها وأن يعوضه عنها ما شاء من بلاده فسارع إلى قبول ذلك ودس إليه السلطان مع حاجبه محمد بن أبي عمرو أن يشهد بذلك على رؤوس الملأ ففعل وعوضه عنها مكناسة الزيتون ونقم بطانة الحفصي عليه ونزع بعضهم عنه إلى إفريقية وأمره السلطان أبو عنان أن يكتب بخطه إلى عامله على بجاية بالنزول عنها وتمكين عمال السلطان منها ففعل وعقد أبو عنان عليها لعمر بن علي الوطاسي من بني الوزير الذين قدمنا خبر ثورتهم بحصن تازوطا أيام يوسف بن يعقوب ولما قضى السلطان أبو عنان حاجته من المغرب الأوسط واستولى على بجاية ثغر إفريقية انكفأ راجعا إلى تلمسان لشهود عيد الفطر بها ودخلها في يوم مشهود حمل أبا ثابت الزياني ووزيره يحيى بن داود على جملين ودخل بهما تلمسان يخطوان بهما في ذلك المحفل بين السماطين فكانا عبرة لمن حضر ثم جنبا من الغد إلى مصارعهما فقتلا قعصا بالرماح وإلى الله عاقبة الأمور $ ثورة أهل بجاية ومقتل عمر بن الوطاسي بها $ .
لما قدم عمر بن علي الوطاسي بجاية واستقر بها ثقل أمره على نفوس أهلها لألفهم ملكة الحفصيين وانصباغهم بالميل إليهم فتربصوا بالوطاسي الدوائر وكان أبو عبد الله الحفصي قد استصحب معه في وفادته على السلطان أبي عنان حاجبه فارحا مولى ابن سيد الناس فلما نزل