@ 183 @ فافتوا بحرابته وقتله فأمضى حكم الله فيه فذبح فيمحبسه لتاسعة من أعتقاله .
وفر أخوه الزعيم أبو ثابت إلى قاصية الشرق بعد أن احتمل معه حرمه وحرم أخيه ومتخلفهم واحتل بوادي شلف من بلاد مغرواة فعسكر هنالك واجتمع عليه أو شاب من زناتة وحدث نفسه باللقاء ووعدها بالصبر والثبات واتصل خبره بالسلطان أبي عنان فسرح إليه وزيره فارس بن ميمون في عساكر بني مرين والجند فأغذ السير إليهم ثم ارتحل السلطان أبو عنان من تلمسان على أثره ولما تراءى الجمعان تصادقا الحملة وخاض النهر بعضهم إلى بعض ثم صدق بنو مرين الحملة فاجتازوا النهر وانكشفت بنو عبد الواد واتبع بنومرين آثارهم فاستلحموهم ثانية واستباحوا معسركهم واستاقوا نساءهم وأموالهم ودوابهم وكتب الوزير بالتفح إلى السلطان أبي عنان وفر أبو ثابت إلى قاصية الشرق في نفر من عشيرته وبني أبيه فاعترضتهم قبائل زواوة فانتهبوا أسلابهم وأرجلوهم عن خيولهم ومروا على وجوهم حفاة عراة لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا وكتب الوزير إلى أمراء الثغور في شأن أبي ثابت وأصحابه فأذكوا العيون عليهم وقعدوا لهم بالمراصد حتى عثر عليهم بعض الحشم فقبضوا على أبي ثابت وابن أخيه أبي زيان بن أبي سعيد المقتول ووزيرهم يحيى بن داود فرفعوهم إلى أمير بجاية أبي عبد الله محمد بن أبي زكرياء بن أبي بكر الحفصي وكان خالصة للسلطان أبي عنان منذ أيام والده فاعتقلهم عنده حتى وفد بهم عليه بالمدية فأكرم السلطان أبو عنان وفادته وركب للقائه لما تراءيا نزل الحفصي عن فرسه إعظاما للسلطان فنزل السلطان مكافأة له ولقاه مبرة وكرامة وأودع أبا ثابت السجن وتوافت إليه وفود الذواودة بمكانه من لمدية فأكرم وفادتهم وأسنى عطاياهم من الخلع والحملان والذهب والفضة وانقلبوا خير منقلب ووافته بمكانه ذلك بيعة ابن مزني عامل بسكرة والزاب مع وفدهم فأكرمهم ووصلهم وفرغ السلطان أبو عنان من شأن المغرب الأوسط وبث عماله في نواحيه وثقف أطرافه وسمى إلى تملك إفريقية على ما نذكره إنشاء الله