@ 182 @ والمغرب اه وكان مولد السلطان أبي عنان بفاس الجديد في الثاني عشر من ربيع الأول سنة تسع وعشرين وسبعمائة وبويع في حياة والده يوم ثار عليه بتلمسان حسبما فدمنا الخبر عنه وذلك يوم الثلاثاء منسلخ ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة ولما هلك والده أبو الحسن بجبل هنتانة وانقضى شأن الحصار ارتحل السلطان أبو عنان إلى فاس ونقل شلو أبيه إلى شالة فدفنه بها وأغذ السير إلى فاس وقد استتب أمره وخلا له الجو فاحتل بدار ملكه وأجمع أمره على غزو بني عبد الواد لارتجاع ما بأيديهم من الملك الذي تطاولوا إليه ولما دخلت سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة نادى بالعطاء وأزاح العلل وعسكر بساحة البلد الجديد وعرض جيشه ثم نهض يريد تلمسان .
واتصل خبره بسلطانها أبي سعيد عثمان بن عبد الرحمن الزياني فجمع له قومه ومن شايعهم من زناتة والعرب ثم نهض إليه ومعه أخوه ووزيره أبو ثابت فكان اللقاء ببسيط أن كاد آخر ربيع الثاني من السنة المكذورة وأجمع بنو عبد الواد على صدمة المرينيين وقت القائلة وعند ضرب الأبنية وسقاء الركاب وافتراق أهل المعسكر في حاجاتهم فحملوا عليهم وأعجلوهم عن ترتيب المصاف وركب السلطان أبو عنان لتلافي الأمر وخاض بحر القتال وقد أظلم الجو بالغبار حتى إذا خلص إليهم وخالطم في صفوفهم ولوا الأدبار واتبع بنو مرين آثارهم فاستولوا على معسكرهم واستباحوهم قتلا وسبيا وصفدوهم أسرى ولم يزالوا في اتباعهم إلى الليل وتقبضوا على سلطانهم أبي سيعد فساقوه إلى السلطان أبي عنان فاعتقله وتقدم على التعبية إلى تلمسان فدخلها في ربيع المذكور واستوت في ملكها قدمه وأحضر أبا سعيد فوبخه وأراه أعماله حسرات عليه ثم أحضر الفقهاء وأرباب الفتيا