@ 166 @ أبي الحسن ثم رجعوا عن ذلك وثاروا على عاملهم عبد الله بن علي بن سعيد من طبقة الوزراء فقبضوا عليه وقادوه إلى أبي عنان مبايعين له متقربين به إليه وتولى كبر ذلك فيهم زعيمهم الشريف أبا العباس أحمد بن محمد بن رافع الصقلي من آل الحسين السبط رضي الله عنه كان سلفه قد انتقلوا من صقلية ( ) إلى سبتة فاستوطنوها ثم استوطنوا بعدها حضرة فاس واستوسق للأمير أبي عنان ملك المغرب واجتمع إليه قومه من بني مرين إلا من أقام مع أبيه بتونس وفاء بحقه وحص جناح أبيه عن الكرة على بني كعب الناكثين لعهده الناكبين عن طاعته فأقام السلطان أبو الحسن رحمه الله بتونس يرجو الأيام ويأمل الكرة والأطراف تنتقض والخوارج تتجدد وقنط من كان معه من حاشيته وسئموا المقام بأرض ليست لهم بدار مقام فحسنوا له النهوض إلى المغرب فأسعفهم وعزم على الرحلة كما نذكره إن شاء الله وفي هذه المدة كتب إليه السلطان أبو الحجاج يوسف بن الأحمر كتابا من إنشاء وزيره لسان الدين ابن الخطيب يسائله عن أحواله ويعزيه عن مصابه ويتأسف له ونص الكتاب المقام الذي أقمار أسعده في انتظام واتساق وجياد عزه الى الغاية القصوى ذات استباق والقلوب على حبه ذات اتفاق وعناية الله تعالى عليه مديدة الرواق وأياديه الجمة في الأعناق ألزم من الأطواق وأحاديث مجده سمر النوادي وحديث الرفاق مقام محل أبينا الذي شأن قلوبنا الاهتمام بشأنه وأعظم مطلوبنا من الله تعالى سعادة سلطانه السلطان الكذا ابن السلطان الكذا إبن السلطان الكذا أبقاه الله تعالى والصنائع الإلهية تحط ببابه والألطاف الخفية تعرس في جنابه والنصر العزيز يحف بركابه وأسباب التوفيق متصلة بأسبابه والقلوب الشجية لفراقه مسرورة باقترابه معظم سلطانه الذي له الحقوق المحتومة والفواضل المشهورة المعلومة والمكارم المسطورة المرسومة والمفاخر المنسوقة المنظومة الداعي إلى الله تعالى في وقاية ذاته المعصومة وحفظها على هذه الأمة المرحومة الأمير عبد الله يوسف بن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب عميم