@ 165 @ يرزيكن القادم عليه ثم لفارس بن ميمون بن وردار وجعله رديفا له ورفع مكان ابن جرار عليهم كلهم واختص لمناجاته كاتبه أبا عبد الله محمد بن محمد بن أبي عمرو ثم فتح الديوان وجعل يستركب كل من تساقط إليه من قبل أبيه ويخلع عليهم وارتحل إلى المغرب وعقد على تلمسان لابن جرار وأنزله بالقصر القديم منها فاستمر بها واستبد إلى أن قدم عليه بنو عبد الواد مجتمعين على سلطانهم عثمان بن عبد الرحمن فقتلوه غرقا في خبر طويل ولما انتهى الأمير أبو عنان إلى وادي الزيتون وشى إليه بالوزير الحسن بن سليمان وأنه عازم على الفتك به بتازا تقربا إلى السلطان أبي الحسن ووفاء بطاعته وأنه قد داخل في ذلك حافده منصور بن أبي مالك الثائر بفاس وأطلعه هذا الواشي على كتاب الوزير في ذلك فلما قرأه تقبض عليه ثم قتله خنقا في مساء ذلك اليوم وأغذ السير إلى المغرب .
وانتهى الخبر إلى منصور صاحب فاس فزحف للقائه والتقى الجمعان بوادي أبي الأجراف من ناحية تازا فاختل مصاف منصور وانهزمت جموعه ولحق بفاس الجديد فتحصن بها وتبعه أبو عنان فأناخ عليه خارجها وقد تسايل الناس على طبقاتهم إليه وآتوه طاعتهم وكان قد سلك مع الرعية والجند من البذل والاستيلاف طريقا لم يسبق إليه وكانت منازلته لفاس الجديد في ربيع الآخر من السنة المذكورة فأخذ بمخنقها وأجمع الأيدي والفعلة على الآلات لحصارها ثم أرسل إلى مكناسة بإطلاق أولاد أبي العلاء المعتقلين بالقصبة منها فأطلقوا ولحقوا به وحاصروا معه فاس الجديد وضيقوا عليها إلى أن ضاقت أحوال أهلها واختلفت أهواؤهم ونزع إلى أبي عنان أهل الشوكة منهم ثم إن إدريس بن عثمان بن أبي العلاء احتال في فتح البلد بأن أظهر النزوع عن أبي عنان إلى منصور المحصور فدخل البلد وتمكن منه وثار به فيمن معه من حاشيته واقتحمه الأمير أبو عنان عليهم ونزل منصور على حكمه فاعتقله إلى أن قتله بمحبسه واستولى على ذلك الملك وتسابقت إليه وفود الأمصار للتهنئة بالبيعة وتمسك أهل سبتة بطاعة السلطان