@ 167 @ كما سطعت في غياهب الشدة أنوار الفرج وهبت نواسم ألطاف الله عاطة الأرج يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد اله جالي الظلم بعد اعتكارها ومقيل الأيام من عثارها ومزين سماء الملك بشموسها المحتجبة وأقمارها ومريح القلوب من وحشة أفكارها ومنشئ سحاب الرحمة على هذه الأمة بعد افتقارها وشدة اضطرابها ومتداكها باللطف الكفيل بتمهيد أوطانها وتيسير أوطارها والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسوله صفوة النبوة ومختارها ولباب مجدها السامي ونجارها نبي الملاحم وخائض تيارها ومذهب رسوم الفتن ومطفئ نارها الذي لم ترعه الشدائد باضطراب بحارها حتى بلغت كلمة الله ما شاءت من سطوع أنوارها ووضوح أثارها والرضا عن آله وأصحابه الذين تمسكوا بعهده على إجلاء الحوادث وإمرارها وباعوا نفوسهم في إعلاء دعوته الحنيفية وإظهارها والدعاء لمقامكم الأعلى باتصال السعادة واستمرارها وانسحاب العناية الإلهية وإسدال أستارها حتى تقف الأيام بباكم موقف اعتذارها وتعرض على مثابتكم ذنوبها راغبة في اغتفارها فإنا كتبناه إليكم كتب الله تعالى لكم أوفى ما كتب لصالحي الملوك من مواهب السعادة وعرفكم عوارف الآلاء في إصدار أمركم الرفيع وإيراده وأجرى الفلك الدوار بحكم مراده وجعل لكم العاقبة الحسنى كما وعد به في محكم كتابه المبين للصالحين من عباده من حمراء غرناطة حرسها الله تعالى وليس بفضل الله الذي عليه في الشدائد الاعتماد وإلى كنف فضله الاستناد ثم ببركة جاه نبينا الذي وضح بهدايته سبيل الرشاد إلا الصنائع التي تشام بوراق اللطف من خلالها وتخبر سيماها بطلوع السعود واستقبالها وتدل مخايل يمنها على حسن مآلها لله الحمد على نعمه التي نرغب في كمالها ونستدر عذب زلالها وعندنا من الاستبشار باتساق أمركم وانتظامه والسرور بسعادة أيامه والدعاء إلى الله تعالى في إظهاره وإتمامه ما لا تفي العبارة بأحكامه ولا تتعاطى حصر أحكامه وإلى هذا أيد الله تعالى أمركم وعلاه وصان سلطانكم وتولاه فقد علم