@ 163 @ الحفصيين ولأن الصبغة الحفصية كانت قد رسخت في نفوسهم جيلا بعد جيل فصعب عليهم نزعها .
( نقل فؤادك حيث شئت من الهوى % ما الحب إلا للحبيب الأول ) .
( كم منزل في الأرض يألفه الفتى % وحنينه أبدا لأول منزل ) .
فأشرأبوا إلى الثورة على المرينيين لما سمعوا بنكبة القيروان واتفق أن قدم قسنطينة ركب من أهل المغرب قاصدين إلى السلطان أبي الحسن وكان فيهم عمال الجباية قدموا بجبايتهم عند راس الحول كما جرت به عادتهم في ذلك ومعهم ابن صغير للسلطان اسمه عبد الله وفيهم وفد من رؤساء الفرنج بعثهم طاغيتهم بقصد التهنئة بفتح إفريقية ومعهم تاشفين ابن السلطان الذي أسر يوم طريف أطلقه الطاغية بعد أن أصابه خبال في عقله وأرسل معه بهدية نفيسة وفيهم وفد من أهل مالي بعثهم السلطان منسا سليمان بقصد التهنئة أيضا فتوافت هؤلاء الوفود بقسنطينة وقد طم عباب الفتنة على إفريقية فأراد غوغاؤها وانتهاب ما معهم ثم تخلصوا منهم في خبر طويل .
وفي أثناء ذلك ثار الفضل بن السلطان أبي بكر صاحب بونة فراسله أهل قسنطينة في القدوم عليهم والقيام بأمرهم فقدمها وجرت خطوب واتصل بأهل بجاية ما فعله أهل قسنطينة فتبعوهم على رأيهم من الانتقاض ووثبوا على من كان عندهم من حامية بني مرين فاستلبوهم وأخرجوهم عراة واستدعوا الفضل بن أبي بكر من قسنطينة فبادر إليهم واستولى على بجاية واستتب أمره بها وأعاد ألقاب الخلافة وبينما هو يحدث نفسه بغزو تونس ثار عليه أبناء أخيه أبي عبد الله بن أبي بكر فانتزعوا منه بجاية وردوه إلى عمله الأول وانتقض على السلطان أبي الحسن أيضا سائر زناتة من بني عبد الواد ومغراوة وبني توجين وبايع بنو عبد الواد لعثمان بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان وساروا إلى تلمسان فاستجدوا بها ملك سلفهم في أخبار طويلة .
وجرت هذه الخطوب والسلطان أبو الحسن مقيم بتونس تغاديه العرب