@ 162 @ وسبعمائة فاجتمع شمله واستتب أمره وكتب إلى صاحب مصر في التقبض على ابن تافراجين فأجاره بعض الأمراء وانصرف لقضاء فريضة الحج واعتمل السلطان أبو الحسن في إصلاح أسوار تونس وإدارة الخندق عليها وأقام لها من الصيانة والحصانة رسما دفع به في نحر عدوه وبقي له ذكره من بعده ثم أجلب العرب وسلطانهم ابن أبي دبوس على تونس ونازلوا أبا الحسن بها واستبلغوا في حصاره وخلصت ولاية أولاد مهلهل للسلطان فعول عليهم ثم راجع بنو حمزة بصائرهم وصاروا إلى مهادنته فعقد لهم السلم ودخل عليه عمر بن حمزة وافدا فحبسه حتى قبض إخوانه على أميرهم ابن أبي دبوس وقادوه إليه استبلاغا في الطاعة وإمحاضا للولاية فتقبل فئتهم وأودع ابن أبي دبوس السجن وعقد الصهر بينه وبين عمر بن حمزة فزوج ابنه عمر بابنه أبي الفضل واختلفت أحوال هؤلاء العرب على السلطان أبي الحسن في الطاعة تارة والانحراف أخرى مدة إقامته بتونس إلى أن كان ما نذكره والله غالب على أمره $ انتقاض الأطراف وثورة أبي عنان ابن السلطان أبي الحسن واستيلاؤه على المغرب $ .
قد تقدم لنا أن السلطان أبا بكر الحفصي رحمه الله لما زوج ابنته من السلطان أبي الحسن بعث معهما في زفافها شقيقها أبا العباس الفضل بن أبي بكر وأن خبر وفاة والده أدركه وهو بالطريق ولما وصل إلى السلطان أبي الحسن عزاه عن مصاب أبيه ووعده بالمظاهرة على ملكه فبقي عنده بتلمسان إلى أن نهض في صحبته إلى إفريقية فلما غلب السلطان أبو الحسن على بجاية وقسنطينة وارتحل إلى تونس عقد له على بونة التي كان يلي عملها أيام أبيه فانقطع أمله وفسد ضميره وطوى على البث حتى إذا كانت نكبة القيروان سما إلى التوثب على ملك سلفه وكان أهل قسنطينة وبجاية قد سئموا ملكة بني مرين وبرموا بولايتهم لمخالفتهم بعض العوائد التي كانت لهم مع الملوك