@ 159 @ أبي زيد أولاد القوس فأنزلهم السلطان أبو الحسن وأجمل لقاءهم مغضبا عما صدر من غوغاتهم ثم رفع إليه عبد الواحد بن اللحياني من أولاد الملوك الحفصيين أنهم بعثوا إليه مع بعض حاشيته يطلبون منه الخروج معهم لينصبوه للأمر بإفريقية وأنه خشي على نفسه بادرة السلطان فتبرأ إليه من ذلك فقامت قيامة السلطان أبي الحسن عند سماعه ذلك فأحضرهم وأحضر الحفصي معهم وقرره بما دار بينه وبينهم فبهتوا وأنكروا فوبخهم وأمر بهم فسحبوا إلى السجن ثم فتح ديوان العطاء وعرض الجند لغزوهم وعسكر بسيجوم من ظاهر تونس وذلك بعد قضاء نسك الفطر من سنة ثمان وأربعين وسبعمائة .
واتصل الخبر بأولاد أبي الليل وأولاد القوس باعتقال وفدهم وجمع السلطان لغزوهم فضاقت عليهم الأرض بما رحبت وانطلقوا في إحيائهم يحزبون الأحزاب ويستشيرون الثوار وعطفوا على أعدائهم من أولاد مهلهل فوصلوهم بعد القطيعة وكانوا بعد مقتل سلطانهم عمر بن أبي بكر قد لحقوا بالقفر خوفا من أبي الحسن لأنهم كانوا شيعة لعمر المذكور فلما وقع بين أبي الحسن وبين أولاد أبي الليل ما وقع ركب قتيبة بن حمزة إليهم ومعه أمه ونساء أولادها فتطارحوا عليهم ورغبوا إليهم في الإجتماع معهم على الخروج على السلطان ومنابذته فكان أولاد مهلهل إليها مسرعين فارتحلوا معهم وتوافت أحياء سليم من بني كعب وبني حكيم بتوزر من بلاد الجريد فتذامروا وتصافوا وأهدروا الدماء بينهم وتبايعوا على الموت وصاروا نفسا واحدة على تباين أغراضهم وفساد ذات بينهم والتمسوا من أعياص الملك من ينصبونه للأمر فدلهم بعض سماسرة الفتن على رجل من ببني عبد المؤمن وهو أحمد بن عثمان بن أبي دبوس آخر ملوك بني عبد المؤمن وكان يحترف بالخياطة في توزر بعد ما طوحت به الطوائح فانطلقوا إليه وجاؤوا به ونصبوه للأمر وجمعوا له شيئا من الفساطيط والخيل والآلات والكسوة وأقاموا له رسم السلطان وعسكروا عليه بقياطينهم وحللهم وتحالفوا على نصره .
ولما قضى السلطان ابو الحسن نسك عيد الأضحى من السنة المذكورة