@ 158 @ الحلبة يومئذ أبو القاسم الرحوي في قصيدة يقول في مطلعها .
( أجابك شرق إذ دعوت ومغرب % فمكة هشت للقاء ويشرب ) وهي طويلة تخطيناها اختصارا والله تعالى ولي التوفيق بمنه $ انتقاض عرب سليم بإفريقية على السلطان أبي الحسن وما نشأ عن ذلك $ .
قد تقدم لنا عند الكلام على العرب الداخلين إلى المغرب أن جمهورهم كان من بني جشم بن معاوية بن بكر وبني هلال بن عامر بن صعصعه وبني سليم بن منصور وإن الذين بقوا منهم بإفريقية هم بنو سليم وبعض هلال وكان لهم استطالة على الدول واعتزاز عليها فكان ملوك الحفصيين يتألفونهم بالولايات والإقطاعات ونحو ذلك وكان السلطان أبو الحسن المريني حاله مع عرب المغرب الأقصى غير حال الحفصين مع عرب إفريقية وملكته لأهل باديته غير ملكتهم لأهل باديتهم فلما ورد إفريقية واستولى عليها رأي من اعتزاز العرب بها على الدولة وكثرة إقطاعاتهم من الضواحي والأمصار ما تجاوز الحد المعتاد عنده فأنكر ذلك وضرب على أيديهم وعوضهم عنه بأعطيات فرضها لهم في الديوان من جملة الجند واستكثر جبايتهم فنقصهم الكثير منها ثم شكا إليه الرعية من أولئك العرب وما ينالونهم به من الظلامات وضرب الإتاوة التي يسمونها الخفارة فقبض أيديهم عن ذلك كله وتقدم إلى الرعايا بمنعهم منها فارتابت العرب لذلك وفسدت ضمائرهم وثقلت وطأة الدولة المرينية عليهم فتربصوا بها وتحزبوا لها وتعاوت ذئابهم في بواديهم فاجتمعوا وأغاروا على قياطين بني مرين ومسالحهم في ثغور إفريقية حتى أنهم أغاروا على ضواحي تونس فاستاقوا الظهر الذي كان في مرعاها والسلطان يومئذ بها فعظم عليه ذلك وحقد على كبرائهم وأظلم الجو بينه وبينهم ثم وفد عليه أيام الفطر من رجالاتهم خالد بن حمزة أمير بني كعب وأخوه أحمد وخليفة بن عبد الله من بني مسكين وابن عمه خليفة بن