@ 150 @ الأجفان التي طرقها طيف الإتلاف وأم حرم فنائها الفناء وطاف به بعد الألطاف فقد روع هذا الخبر قلب الإسلام ونوع له الحزن على اختلاف الإصباح والإظلام وهذه الدار لا يخلو صفوها من كدر القدر وطالما انامت بالأمن أول الليل وخاطبت بالخطب في السحر ولكن في بقائكم ما يسلي عن خطب العطب ومع سلامة نفسكم الكريمة فالأمر هين لأن الدر يفدى بالذهب وأما ما رأيتموه من الصلح فرأى عقده مبارك وأمر ما فيه فارط عزم وإن كان فيتدارك والأمر يجيء كما يحب لا كما نحب والحروب يزورها نصرها تارة ويغب مع اليوم غدا وقد يرد الله الردى ويعيد الظفر بالعدا وأما عودكم إلى فاس المحروسة طلبا لإراحة من عندكم من الجنود وتجهيزا لمن يصل من عندكم إلى الحجاز الشريف من الوفود فهذا أمر ضروري التدبير سروري التثمير لأن النفوس تمل وثير المهاد فكيف ملازمة صهوات الجياد وتسأم من مجالسة الشرب فكيف بممارسة الحرب وتعرض عن دوام اللذة فكيف بمباشرة المنايا الفذة وهذا جبل طارق الذي فتح الله به عليكم وساق هدي هديته إليكم لعله يكون سببا إلى ارتجاع ما شرد وحسما لهذا الطاغية الذي مرد وردا لهذا النازل الذي كدرر ورد الصبر لما ورد فعادة الألطاف بكم معروفة وعزماتكم إلى جهات الجهاد مصروفة وقد تفاءلنا لكم من هذا الجبل بأنه طارق خير من الرحمن يطرق وجبل يعصم من سهم يمر من قسي الكفار ويمرق وأما ما منحتموه من الخيل العتاق والملابس التي تطلع بدور الوجوه من مشارق الأطواق والأموال التي زكت عند الله تعالى ونمت على الإنفاق فعلى الله عز وجل خلفها ولكم في منازل الدنيا والآخرة سرفها وشرفها وإليكم تساق هدايا أثنيتها وتحفكم تحفها وإذا وصل وفدكم الحاج وأنار له بوجه إقبالنا عليهم ليلهم الداج وكانوا مقيمين تحت ظل إكرامنا وشمول إسعافنا لهم وإنعامنا يتخولون تحفا أنتم سببها ويتناولون طرفا في كؤوس الاعتناء بهم ينضد حببها وإذا كان أوان الرحيل إلى الحج فسحنا لهم الطريق وسهلنا لهم الرفيق وبلغناهم بحول الله تعالى مناهم من منى وسألهم ممن إذا