@ 151 @ زاروا حجراته الشريفة حازوا الشريفة حازوا الراحة من العناء وفازوا بالغنى وإذا عادوا عاملناهم بكل جميل ينسبهم مشقة ذلك الدرب ويخيل إليهم أن لا مسافة لمسافر بين الشرق والغرب وغمرناهم بالإحسان في العود إليكم وأمرناهم بما ينهونه شفاها لديكم وعناية الله تعالى تحوط ذاتكم وتوفر لأخذ الثار حماتكم وتخصكم بتأييد تنزلون روضه الأنضر وتجنون به ثمر النصر اليانع من ورق الحديد الأخضر وتتحفكم بسعد لا يبلى قشيبه وعز لا يمحو شبابه مشيبة وتحيته المباركة تغاديكم وترواحكم وتفاوحكم أنفاسها المعتبرة وتنافحكم بمنه وكرمه في سادس رمضان سنة خمس وأربعين وسبعمائة .
قال ابن خلدون ثم شرع السلطان أبو الحسن بعد استيلائه على إفريقية كما نذكره في كتب نسخة أخرى من المصحف الكريم ليوقفها ببيت المقدس فلم يقدر إتمامها وهلك قبل فراغه من نسخها اه وهو يقتضي أن السلطان المذكور ماا كتب سوى مصحفين اثنين ويؤيده ظاهر الكتابين المسرودين آنفا مع أنه تقدم النقل عن الشيخ أبي العباس المقري أنه وقف على النسخة الموقوفة ببيت المقدس والله تعالى أعلم بحقيقة الأمر $ هدية السلطان أبي الحسن إلى ملك مالي من السودان المجاورين للمغرب $ .
اعلم أن أرض السودان المجاورة للمغرب تشتمل على ممالك منها مملكة غانة ومنها مملكة مالي ومنها مملكة كاغو ومنها مملكة برنو وغير ذلك وكان ملك مالي وهو السلطان منسى موسى بن أبي بكر من أعظم ملوك السودان في عصره ولما استولى السلطان أبو الحسن على المغرب الأوسط وغلب بني زيان على ملكهم عظم قدره وطال ذكره وشاعت أخباره في الآفاق فسما هذا السلطان وهو منسى موسى إلى مخاطبة السلطان أبي الحسن وكان مجاورا لمملكة المغرب على نحو مائة مرحلة في القفر فأوفد