@ 149 @ وأما ما ذكرتموه من أمر المصحفين الكريمين الشريفين الذين وقفتموهما على الحرمين المنيفين وإنكم جهزتم كاتبكم الفقيه الأجل الأسنى الأسمى أبا المجد ابن كاتبكم أبي عبد الله بن أبي مدين أعزه الله لتفقد أحوالهما والنظر في أمر أوقافهما فقد وصل المذكور بمن معه في حرز السلامة وأكرمنا نزلهم وسهلنا بالترحيب سبلهم وجمعنا على بذل الإحسان إليهم شملهم وحضر المذكور بين أيدينا وقربناه وسمعنا كلامه وخاطبناه وأمرنا في أمر المصحفين الشريفين بما أشرتم ورسمنا لنوابنا في توخي أوقافهما بما ذكرتم وهذا الوقف المبرور جار على أحسن عادة ألفها وأثبت قاعدة عرفها مرعي الجوانب محمي المنازل والمضارب آمن إزالة رسمه أو إذالة حكمه بدره أبدا في مطالع تمه وزهرة دائما يرقص في كمه لا يزداد إلا تخليدا ولا إطلاق ثبوته إلا تقييدا ولا عنق اجتهاده إلا تقليدا جريا على قاعدة أوقاف ممالكنا وعادة تصرفاتنا في مسالكنا وله مزيد الرعاية وإفادة الحماية ووفادة العناية وأما ما وصفتموه من أمر الجزيرة الخضراء وما لاقاه أهلها ومني به من الكفار حزنها وسهلها فإنه شق علينا سماعه الذي أنكى أهل الإيمان وعدد به نوب الزمان كل قلب بأنامل الخفقان وطالما فزتم بالظفر ورزقتم النصر على عدوكم فجر ذيل الهزيمة وفر ولكن الحرب سجال وكل زمان لدوائره دولة ولرجائه رجال ولو أمكنت المساعدة لطارت بنا إليكم عقبان الجياد المسومة وسالت على عدوكم أباطحهم بقسينا المعوجة وسهامنا المقومة وكحلنا عين النجوم بمراود الرماح وجعلنا ليل العجاج ممزقا ببروق الصفاح واتخذنا رؤوسهم لصوالج القوائم كرات وفرجنا مضايق الحرب بتوالي الكرات وعطفنا عليهم الأعنة وخضنا جداول السيوف ودسنا شوك الأسنة وفلقنا الصخرات بالصرخات وأسلنا العبرات بالرعبات ولكن أين الغاية من هذا المدى المتطاول وأين الثريا من يد المتناول وما لنا غير إمدادكم بجنود الدعاء الذي نرفعه نحن ورعايانا والتوجه الصادق الذي تعرفه ملائكة القبول من سجايانا أما ما فقدتموه من