@ 93 @ $ ثورة يوسف بن محمد بن أبي عياد ابن عبد الحق وما كان من أمره $ .
كان السلطان أبو ثابت لما فصل من تلمسان قدم بين يديه ابن عمه الحسن بن عامر بن عبد الله بن يعقوب وأمره بالنظر في أحوال فاس والمغرب وأمره بضبطها وتسريح سجونها ورد مظالمها وتفريق الأموال على الخاصة والعامة ففعل ولما قدم حضرة فاس عقد لابن عمه يوسف بن محمد بن أبي عياد بن عبد الحق على مراكش ونواحيها وعهد إليه بالنظر في أحوالها وضبطها صمد إليها واحتل بها وتمكن منها ثم حدثته نفسه بالإنتزاء فاستلحق واستركب واتخذ الآلة وجاهر بالخلعان وتقبض على الوالي بمراكش الحاج المسعود فقتله من تحت السياط في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعمائة ودعا لنفسه واتصل الخبر بالسلطان أبي ثابت وهو بفاس فسرح إليه وزيره يوسف بن عيسى بن السعود بن خرباش الحشمي بالحاء المهملة ويعقوب بن آصناك في خمسة آلاف فارس فساروا إلى مراكش وبرز يوسف بن محمد بن أبي عياد إلى حربهم وعبر إليهم وادي أم الربيع فالتقوا معه على ضفته الشرقية فهزموه وعاد إلى مراكش واتبعه الوزير ودخل ابن أبي عياد مراكش فقتل جماعة من جند الفرنج الذين بها وسبى ذراريهم وخرج منها إلى أغمات فلم يستقر بها ثم إلى جبال هسكورة فنزل على كبيرها مخلوف بن هنو الهسكوري ولحق به موسى بن سعيد الصبيحي من أغمات تدلى من سورها فلحق به .
ودخل السلطان أبو ثابت مراكش منتصف رجب من سنة سبع وسبعمائة وأمر بقتل أوربة المداخلين لابن أبي عياد في انتزائه فاستلحموا جميعا ولما لحق ابن أبي عياد بمخلوف بن هنو الهسكوري واستجار به فلم يجره على السلطان أبي ثابت بل قبض عليه مع ثمانية من كبار أصحابه وبعثهم في