@ 92 @ مرين يفسد وكلمتهم تتفرق فبعث السلطان أبو ثابت لحينه وكان شهما مقداما إلى صاحبي تلمسان أبي زيان وأبي حمو ابني عثمان بن يغمراسن فعقد لهما عهدا على أن يرحل عنهم بجموعه وأن يمدوه بالآلة ويرفعوا له كسر بيتهم ويضموه إليهم إن خاب أمله ولم يتم له أمر فأجابوه إلى ذلك وحضر العقد أبو حمو فأحكمه وشرط عليه السلطان أبو ثابت أن لا يتعرضوا لمدينة جده المنصورة بسوء وأن يتعاهدوا مساجدها وقصورها بالإصلاح وأن من أراد الإقامة بها من أهلها فما لأحد عليه من سبيل لأن الناس كانوا قد استوطنوها وألفوها وطاب مقامهم بها وتأثلوا بها الأثاث والمتاع والخرثي وسائر الماعون مما يثبط المرتحل ويثقل جناح الناهض فقبل أبو حمو ذلك كله .
وتفرغ السلطان أبو ثابت لشأنه وجمع كلمة قومه واختل أمر أبي سالم فلم يتم وكتب السلطان أبو ثابت إلى حامية بني مرين وحصصها التي كانت متفرقة في الثغور الشرقية التي استولى عليها السلطان يوسف أيام حياته فأقبلوا إليه ينسلون من كل حدث وأسلموا البلاد إلى أهلها من بني عبد الواد وقتل السلطان أبو ثابت عمه أبا سالم بن يوسف ثم أتبعه بعم أبيه أبي بكر بن يعقوب في آخرين من القرابة وغيرهم ممن يتوقع منه الشر وفر بقية القرابة خشية على أنفسهم من سطوة أبي ثابت فلحقوا بعثمان بن أبي العلاء الثائر بجبال غمارة من عهد السلطان يوسف فشايعوه على أمره وتقوى بهم على ما نذكره ثم ارتحل السلطان أبو ثابت قاصدا حضرة فاس في جموع لاتحصى وأمم لا تستقصى فعيد عيد الأضحى من سنة ست وسبعمائة في طريقه بن تلمسان ووجدة ثم نهض إلى فاس فدخلها فاتح سنة سبع وسبعمائة ثم نهض بعد ذلك إلى مراكش على ما نذكره ولما علم بنو يغمراسن أن أبا ثابت قد أبعد عنهم وأنه توغل في البلاد المراكشية واشتغل بحروب الثائرين بها عمدوا إلى المنصورة فجعلوا عاليها سافلها وطمسوا معالمها ومحوا آثارها فأصبحت كأن لم تغن بالأمس