@ 94 @ الحديد إليه وهو بمراكش فقتلوا في مصرع واحد بعد أن مثل بهم بالسياط وبعث برأس ابن أبي عياد إلى فاس فطيف به ونصب على سورها ثم أثخن أبو ثابت في كل من كان على رأي ابن أبي عياد وخاض معه في الفتنة فاستلحم منهم بمراكش ما ينيف على الستمائة وصلبهم على سورها من باب الرب أحد أبواب مراكش إلى برج دار الحرة عزونه وقتل في أغمات منهم مثل ذلك وخرج منتصف شعبان إلى منازلة السكسيوي وتدويخ جهات مراكش فنزل بتامزوارت وتلقاه السكسيوي بالبيعة والهدية والضيافة فقبل السلطان أبو ثابت ذلك منه ثم بعث قائده يعقوب بن آصناك في جيش من ثلاثة آلاف فارس إلى بلاد حاحة برسم غزو قبائل زكنة ففروا بين يديه حتى دخلوا بلاد القبلة وانقطع أثرهم ورجع إلى معسكر السلطان بتامزوارت وأخبره بسكون البلاد وأمنها فانكفأ السلطان أبو ثابت راجعا إلى مراكش فدخلها غرة رمضان من سنة سبع وسبعمائة ثم خرج منها في منتصفه قاصدا رباط الفتح فاجتاز على بلاد صنهاجة وعبر وادي أم الربيع من مشرع كتامة في القوارب لزيادة الماء يومئذ ثم ارتحل فاجتاز ببلاد تامسنا فتلقاه بها عرب جشم من قبائل الخلط وسفيان وبني جابر والعاصم فاستصحبهم معه إلى مدينة آنفي بعد أن استأذنوه في الرجوع فلم يأذن لهم ولما أحتل بآنفي دعا بأشياخهم فحضروا عنده فقبض على ستين منهم أودعهم سجن آنفى وضرب أعناق عشرين من فسادهم القاطعين للسبل وصلبهم على سور آنفى ثم نهض إلى رباط الفتح فدخله في السابع والعشرين من رمضان فعيد هنالك عيد الفطر وقتل به ثلاثين من فتاك لعرب المتهمين بالحرابة وقطع الطريق وصلبهم على أسوار العدوتين ثم ارتحل منتصف شوال لغزو عرب رياح الموطنين بأبي طويل وفحص آزغار وبلاد الهبط فغزاهم وأخذهم بالإجن القديمة فقتل منهم خلقا وسبى ذراريهم وانتهب أموالهم ونهض إلى فاس فاحتل بها منتصف ذي القعدة وعيد بها عيد الأضحى ثم نهض إلى سبتة على ما نذكره