@ 91 @ بتبديل الصيعان وجعلها على مد النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك بالحضرة على يد الفقيه ابي فارس عبد العزيز الملزوزي الشاعر المشهور .
ثم دخلت سنة أربع وتسعين وستمائة فيها صلح أمر الناس وانجبرت أحوالهم ورخصت الأسعار في جميع الأمصار فبيع القمح بعشرين درهما للصحفة وفي هذه السنة كسفت الشمس أيضا الكسوف الكلي بحيث غاب قرص الشمس كله وصار النهار ليلا كالحالة التي تكون ما بين العشاءين وظهرت النجوم وماج الناس وضاقت نفوسهم ولولا أن الله سبحانه تداركهم بسرعة انجلائها لهلكوا جزعا وكان ذلك بعد صلاة ظهر الثلاثاء الثامن والعشرين من ذي الحجة من سنة أربع وتسعين المذكورة .
وفي سنة سبعمائة أسس السلطان يوسف بن يعقوب مدينته المنصورة بإزاء تلمسان وهو محاصر لها الحصار الطويل حسبما مر الخبر على ذلك مستوفى وبالله تعالى التوفيق $ الخبر عن دولة السلطان أبي ثابت عامر بن عبد الله ابن يوسف ابن يعقوب بن عبد الحق رحمه الله $ .
قد تقدم لنا أن أبا عامر عبد الله ابن السلطان يوسف كان قد انتبذ عن أبيه وبقي متنقلا في جهات الريف وبلاد غمارة إلى أن هلك في بلاد بني سعيد منهم وأنه خلف ثلاثة أولاد أحدهم أبو ثابت عامر بن عبد الله هذا الذي ولي الأمر بعد جده وذلك أنه لما هلك السلطان يوسف رحمه الله بالمنصورة كما تقدم كان حافده أبو ثابت هذا في جملته وكان له في بني ورتاجن من أهل تلك البلاد خؤلة فلحق بهم ودعا لنفسه فبايعوه وقاموا معه في أمره وبايعه معهم أشياخ بني مرين والعرب بظاهر المنصورة يوم الخميس ثاني يوم وفاة جده يوسف وبادر الحاشية والوزراء ومن شايعهم بداخل المنصورة إلى بيعة الأمير أبي سالم بن السلطان يوسف وكاد أمر بني