@ 90 @ بلاده وعباده وفيها توفي الشيخ الصالح أبو يعقوب الأشقر بالكندرتين من بلاد بني بهلول من أحواز فاس ولعل أبا يعقوب هذا هو الذي تنسب إليه الحمة التي قدمنا الكلام عليها في أخبار المنصور الموحدي والله أعلم وفيها بني المسجد الجامع بمدينة تازا وبنيت قبة مكناسة الزيتون ورباعها .
وفي سنة إحدى وتسعين وستمائة أمر السلطان يوسف بن يعقوب بن عبد الحق بعمل المولد النبوي وتعظيمه والاحتفال له وصيره عيدا من الأعياد في جميع بلاده وذلك في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة وكان الأمر به قد صدر عنه وهو بصبره من بلاد الريف في آخر صفر من السنة فوصل برسم إقامته بحضرة فاس الفقيه ابو يحيى بن أبي الصبر واعلم أنه قد كان سبق السلطان يوسف إلى هذه المنقبة المولدية بنو العزفي أصحاب سبتة فهم أول من أحدث عمل المولد الكريم بالمغرب والله تعالى أعلم .
وفي سنة ثلاث وتسعين وستمائة كان كسوف الشمس وذلك قرب زوال يوم الأحد التاسع والعشرين من رجب من السنة المذكورة كسف منها نحو الثلثين وصلى بالناس صلاة الكسوف بجامع القرويين من فاس الخطيب أبو عبد الله بن أبي الصبر حتى انجلت فخرج من المحراب ووقف بإزائه فوعظ الناس وذكرهم في هذه السنة رفعت أيدي الموثقين من الشهادة بفاس ولم يبق بها منهم سوى خمسة عشر رجلا من أهل العدالة والمعرفة وكانوا قيل ذلك أربعة وتسعين وكان ذلك يوم الاثنين الحادي عشر من شوال من السنة المذكورة وفيها كانت الجماعة الشديدة والوباء العظيم عم ذلك بلاد المغرب وإفريقية ومصر فكانت الموتى تحمل اثنين وثلاثة وأربعة على المغتسل وبلغ القمح عشرة دراهم للمد والدقيق ست أواق بدرهم وأمر السلطان يوسف