@ 86 @ تجاوز حد العادة وعجز وجدهم عنها فكان ثمن مكيال القمح ومقداره اثنا عشر رطلا ونصف مثقالين ونصفا من الذهب العين وثمن الشخص الواحد من البقر ستين مثقالا ومن الضأن سبعة مثاقيل ونصفا وأثمان اللحم من الجيف الرطل من لحم البغال والحمير بثمن المثقال ومن الخيل بعشر المثقال والرطل من الجلد البقري ميتة أو مذكى بثلاثين درهما والهر الداجي بمثقال ونصف والكلب بمثله والفأر بعشرة دراهم والحية بمثل ذلك والدجاجة بثلاثين درهما والبيض واحدة بستة دراهم والعصافير كذلك والأوقية من الزيت باثني عشر درهما ومن السمن بمثلها ومن الشحم بعشرين درهما ومن الملح بعشرة دراهم ومن الحطب كذلك والأصل الواحد من الكرنب بثلاثة أثمان المثقال ومن الخس بعشرين درهما ومن اللفت بخمسة عشر درهما والواحدة من القثاء والفقوس بأربعين درهما والخيار بثلاثة أثمان الدينار والبطيخ بثلاثين ردهما والحبة من التين والإجاص بدرهمين واستهلك الناس أموالهم وموجودهم وضاقت أحوالهم وهلكت حاميتهم فاعتزموا على الإلقاء باليد والخروج للاستماتة فهيأ الله لهم الصنع الغريب ونفس عن مخنقهم بمهلك السلطان يوسف على يد الخصي المريب وأذهب الله العناء عن آل زيان وقومهم وخرجوا كأنما نشروا من القبور وكتبوا بعد هذه الحادثة في سكنهم ما أقرب فرج الله استغرابا لها .
قال ابن خلدون حدثني شيخنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الابلي قال جلس السلطان أبو زيان بن عثمان بن يغمراسن صبيحة يوم الفرج وهو يوم الأربعاء سابع ذي القعدة في زاوية من زوايا قصره يفكر واستدعى ابن جحاف خازن الزرع فسأله كم بقي من الأهراء والمطامير المختومة فقال له إنما بقي عولة اليوم وغد فاستوصاه بكتمان ذلك وبينما هم يتذاكرون في ذلك دخل عليهم أخوه أبو حمو فأخبروه بذلك فوجم وجلسوا سكوتا لا ينطقون