@ 87 @ وإذا بدعد قهرمانة القصر وكانت وصيفة من وصائف بنت السلطان أبي إسحاق حظية أبيهم قد خرجت من القصر إليهم وحيتهم وقالت لهم تقول لكم خطايا قصركم وبنات زيان حرمكم ما لنا وللبقاء وقد أحيط بكم وأسف عدوكم لالتهامكم ولم يبق الأفواق ناقة لمصارعكم فأريحونا من معرة السبي وقربونا إلى مصارعنا وأريحوا أنفسكم فينا فالحياة في الذل عذاب والوجود بعدكم عدم فالتفت أبو حمو إلى أخيه أبي زيان وكان من الشفقة بمكان فقال قد صدقتك الخبر فما تنتظر بهن فقال يا موسى أرجئني ثلاثا لعل الله يجعل بعد عسر يسرا ولا تشاورني بعدها فيهن بل سرح اليهود والنصارى إلى قتلهن وتعالى إلي نخرج مع قومنا إلى عدونا فنستميت ويقضي الله ما شاء فغضب أبو حمو وأنكر عليه التأخير في ذلك وقال إنما نحن والله نتربص المعرة بهن وبأنفسنا وقام عنه مغضبا وجهش السلطان أبو زيان بالبكاء قال أين جحاف وأنا بمكاني بين يديه لا أملك متأخرا ولا متقدما إلى أن غلب عليه النوم فما راعني إلا حرسي يالباب يشير إلي أن أعلم السلطان بمكان رسول جاء من محلة بني مرين وها هو بسدة القصر قال ابن جحاف فلم أطق رد جوابه إلا بالإشارة وانتبه السلطان من همسنا فزعا فأعلمته فاستدعاه للحين فلما وقف بين يديه قال إن السلطان يوسف بن يعقوب هلك الساعة وأنا رسول حافده أبي ثابت إليكم فاستبشر السلطان أبو زيان واستدعى أخاه وقومه حتى بلغ الرسول المذكور رسالته بمسمع منهم فكانت إحدى المغربات في الأيام وكان من خبر هذه الرسالة أن السلطان يوسف لما هلك تطاول للأمر بعده القربابه من إخوته وولده وحفدته وتحيز حافده أبو ثابت إلى بني ورتاجن لخؤلة كانت له فيهم فاستجاش بهم واعصوصبوا عليه وبعث إلى بني زيان أن يعطوه آلة الحرب ويكونوا مفزعا له إن أخفق مسعاه على أنه إن تم أمره قوض عنهم معسكر بني مرين وأفرج عنهم فعاقدوه على ذلك فوفى لهم لما تم أمره ونزل لهم عن جميع الأعمال التي كان السلطان يوسف غلب عليها من بلادهم ورحلوا إلى مغربهم والله غالب على أمره