@ 83 @ $ ثورة عثمان بن ابي العلاء بجبال غمارة $ .
كان عثمان بن أبي العلاء إدريس بن عبد الحق من أعياص الملك المريني وكان قد قدم من الأندلس في صحبة الرئيس أبي سعيد عند استيلائه على سبتة ثم ثار بعد ذلك ببلاد غمارة ودعا لنفسه وبقي متنقلا هنالك مدة فتغلب على تكساس وآصيلا والعرايش وانتهى إلى قصر كتامة وخب في الفتنة ووضع إلى أن لحق بالأندلس لأول دولة السلطان أبي الربيع فولي بها مشيخة الغزاة وكانت له في جهاد العدو اليد البيضاء كما سيأتي إن شاء الله .
وفي سنة ثلاث وسبعمائة بعث السلطان يوسف وهو محاصر لتلمسان ركب الحاج المغربي إلى الحرمين الشريفين واعتنى بشأن هذا الركب فبعث معهم حامية من زناتة تناهز خمسمائة فارس من الأبطال وخاطب صاحب الديار المصرية لعهده وهوالملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي من مماليك بني أيوب المعروفين بالبحرية واستوصاه بحاج أهل المغرب وأتحفه بهدية استكثر فيها من الخيل العراب والمطايا الفارهة يقال كان عدد الخيل والمطايا أربعمائة إلى غير ذلك ما يناسب من طرف المغرب وماعونه وبعث معهم إلى حرم مكة مصحفا ضخما اعتنى به واستكتبه وجعل له غشاء مكللا بنفيس الدر وشريف الياقوت ورفيع الأحجار ونهج السلطان يوسف رحمه الله بهذا الركب والهدية السبيل لحاج المغرب فأجمعوا الحج سنة أربع بعدها فاجتمع منهم عدد وافر وركب ضخم فعقد السلطان يوسف على دلالتهم لأبي زيد الغفاري وفصلوا من تلمسان في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة وفي شهر ربيع الآخر بعده قدم حاج الركب الأول الذين حملوا المصحف والهدية ووفد معهم على السلطان يوسف شريف مكة السيد لبيدة بن أبي نمي نازعا عن سلطان الترك صاحب مصر لما كان قد قبض