@ 72 @ يحصل على طائل فكانت حاله في ذلك كحال صاحبة النعامة المضروب بها المثل عند العرب وبالله تعالى التوفيق .
ثورة عمر بن يحيى بن الوزير الوطاسي بحصن تازوطا $ .
اعلم أن بني وطاس فخذ من بني مرين لكنهم ليسوا من بني عبد الحق وكانت الرياسة فيهم لبني الوزير منهم وبنو الوزير يزعمون أن نسبهم دخيل في مرين وأنهم من أعقاب يوسف بن تاشفين اللمتوني لحقوا بالبادية ونزلوا على بني وطاس فالتحموا بهم ولبسوا جلدتهم وحازوا رياستهم ولما دخل بنو مرين المغرب واقتسموا أعماله كما قدمنا بقيت بلاد الريف خالصة لبني وطاس هؤلاء فكانت ضواحيها لنزولهم وأمصارها ورعاياها لجبايتهم وكان حصن تازوطا بها من أمنع معاقل المغرب ولما غلب الأمير أبو بكر بن عبد الحق على مكناسة وأقام فيها دعوة الحفصيين ونهض السعيد بن المأمون الموحدي من مراكش لغزوه فر أمامه إلى حصن تازوطا هذا ونزل به على بني الوزير هؤلاء لاجئا إليهم ومستجيرا بهم فأرادوا الفتك به غيرة منه وحسدا له فشعر بهم وتحول عنهم إلى عين الصفا من بلاد بني يزناسن حسبما تقدم ذلك كله .
ولما انقرض أمر بني عبد المؤمن واستقام ملك المغرب لبني مرين صرفوا عنايتهم إلى هذا الحصن فكانوا ينزلون به من الحامية من يثقون بغنائه واضطلاعه ليكون آخذا بناصية هؤلاء الرهط من بني وطاس لما يعلمون من سموهم إلى الرياسة وتطلعهم إليها وكان السلطان يوسف رحمه الله قد عقد على هذا الحصن لابن أخيه منصور بن عبد الواحد بن يعقوب وكان عمر وعامر ابنا يحيى ابن الوزير رئيسين على بني وطاس لذلك العهد فاستهونوا أمر السلطان يوسف بعد موت والده وحدثوا أنفسهم بالثورة في ذلك الحصن والاستبداد بتلك الناحية فوثب عمر بن يحيى منهم بمنصور بن عبد الواحد في شعبان من سنة إحدى وتسعين