@ 71 @ $ حدوث الفتنة بين السلطان يوسف وابن الأحمر واستيلاء الطاغية على طريف بمظاهرة ابن الأحمر له عليها $ .
لما قفل السلطان يوسف من الأندلس وقد أبلغ في نكاية العدو كما قلنا عظم على الطاغية أمره وثقلت عليه وطأته فشرع في إعمال الحيلة في الإفساد بينه وبين ابن الأحمر وكان ابن الأحمر يتخوف من السلطان يوسف أن يغلبه على بلاده فخلص مع الطاغية نجيا وتفاوضا في أمر السلطان يوسف وأن تمكنه من الإجازة إليهم إنما هو لقرب مسافة بحر الزقاق وانتظام ثغور المسلمين حفافيه وتصرف شوانيهم وسفنهم فيه متى أرادوا فضلا عن الأساطيل الجهادية وأن أم تلك الثغور هي طريف وأنهم إذا استمكنوا منها منعوا السلطان من العبور وكانت عينا لهم على الزقاق وكان أسطولهم بمرفئها رصدا لأساطيل صاحب المغرب الخائضة لجة ذلك البحر فاعتزم الطاغية على منازلة طريف وبها يومئذ مسلحة بني مرين وتكفل له ابن الأحمر بمظاهرته على ذلك والتزم له بالمدد والميرة للعسكر أيام منازلتها على أن تكون له إن خلصت للطاغية وتعاهدوا على ذلك وأناخ الطاغية بعساكر النصرانية على طريف وألح عليها بالقتال ونصب الآلات من المجانيق والعرادات وأحاط بها برا وبحرا وانقطع المدد والميرة عن أهلها وحالت أساطيل العدو بينهم وبين صريخ السلطان واضطرب ابن الأحمر معسكره بمالقة قريبا من عسكر الطاغية وسرب إليه المدد من الرجال والسلاح والميرة وأصناف الأقوات وبعث عسكرا لمنازلة حصن إسطبونة فتغلب عليه بعد مدة من الحصار واتصلت هذه الحال أربعة أشهر حتى أصاب أهل طريف الجهد ونال منهم الحصار فراسلوا الطاغية في الصلح والنزول عن البلد فصالحهم واستنزلهم وتملكها آخر يوم من شوال سنة إحدى وتسعين وستمائة ووفى لهم بما عاهدهم عليه واستشرف ابن الأحمر إلى تجافي الطاغية له عنها حسبما تعاهدا عليه فأعرض عن ذلك واستأثر بها بعد أن كان نزل له عن ستة من الحصون عوضا عنها فخرج من يده الجميع ولم