@ 73 @ وستمائة وفتك بحاشيته ورجاله وأزعجه عن الحصن وغلبه على ما كان بقصره من مال وسلاح ومتاع وأعشار للروم كانت مختزنة هنالك وضبط الحصن وشحنه برجاله ووجوه قومه ولحق منصور بن عبد الواحد بعمه السلطان يوسف فهلك لليال أسفا على ما أصابه .
وسرح السلطان يوسف وزيره الناصح أبا عمر بن السعود بن خرباش الحشمي بالحاء المهملة في العساكر لمنازلة حصن تازوطا فأناخ عليه بكلكله ثم تبعه السلطان يوسف على أثره وفي صحبته عامر بن يحيى بن الوزير أخو عمر الثائر فإنه كان قد نزع إليه فأحاط السلطان بالحصن وضيق عليه حتى اشفق عمر لشدة الحصار ويئس من الخلاص وظن أنه قد أحبط به فدس إلى أخيه عامر في كشف ما نزل به فضمن عامر للسلطان يوسف نزول أخيه إن هو تركه يصعد إليه حتى يجتمع به فأذن له السلطان يوسف في ذلك فصعد إليه وتفاوضا في أمرهما وآخر الأمر أن عمر احتمل الذخيرة وفر ليلا الى تلمسان وبدا لعامر في النزول عندما صار في الحصن فامتنع به قيل لأنه بلغه أن السلطان يوسف عزم على قتله أخذا بثار ابن أخيه منصور ولإفلاته أخاه من يده .
واستمر على ذلك إلى أن قدم على السلطان يوسف وفد الأندلس وفيهم الرئيس أبو سعيد فرج بن إسماعيل بن الأحمر صاحب مالقة راغبا في الصلح مع ابن عمه ومعتذرا عنه فأرسى أساطيله بمرسى غساسة ونزل إلى السلطان وقدم بين يده هدية تناسب الحال فسمع بهم عامر الوطاسي وهو في الحصن فبعث إليهم يسألهم الشفاعة له عند السلطان يوسف لوجاهتهم لديه فشفع له الرئيس أبو سعيد فقبل السلطان يوسف شفاعته بشرط أن ينتقل بحاشيته إلى المرسى وركب أكثرهم الأسطول وتأخر عامر إلى جوف الليل فنزل من الحصن وخاض الفلاة إلى تلمسان فتبعت الخيل أثره ففاتهم وأدركوا ولده أبا الخيل فجيء به إلى السلطان يوسف فبعث به إلى فاس فضربت عنقه وصلب