@ 70 @ $ انتقاض الطاغية سانجة وإجازة السلطان يوسف إليه $ .
لما رجع السلطان يسف من غزو تلمسان وافاه الخبر وهو بتازا أن الطاغية سانحة قد انتقض ونبذ العهد وتجاوز التخوم وأغار على الثغور فأوعز السلطان إلى قائد المسالح بالأندلس علي بن يوسف بن يزكاتن بالدخول إلى دار الحرب ومنازلة شريش وشن الغارات على بلاد الطاغية فنهض لذلك في ربيع الآخر من سنة تسعين وستمائة وجاس خلالها وتوغل في أقطارها وابلغ في النكاية .
ثم فصل السلطان يوسف من تازا غازيا أثره في جمادى الأولى من السنة المذكورة واحتل قصر مصمودة وهو قصر المجاز واستنفر أهل المغرب وقبائله فنفروا وشرع في إجازتهم البحر فبعث الطاغية أساطيله إلى الزقاق حجزا لهم دون الإجازة فأوعز السلطان يوسف إلى قواد أساطيله بالسواحل بمعمارتها لمقابلة أساطيل العدو ففعلوا وقدمت فالتقت مع أساطيل العدو ببحر الزقاق في شعبان من السنة فاقتتلوا وانكشف المسلمون ومحصهم الله وقتل قواد الأساطيل فأمر السلطان يوسف باستئناف العمارة ثم أغزاهم ثانية فخامت أساطيل العدو عن اللقاء وصاعدوا عن الزقاق فملكته أساطيل السلطان فأجاز أخريات رمضان من السنة واحتل بطريف ثم دخل دار الحرب غازيا فنازل حصن بجير ثلاثة أشهر وضيق عليهم وبث السرايا في أرض العدو وردد الغارات على شريش وإشبيلية ونواحيها إلى أن بلغ في النكاية والإثخان غرضه وقضى من الجهاد وطره وهجم عليه فصل الشتاء وانقطعت الميرة عن العسكر فأفرج عن الحصن ورجع إلى الجزيرة الخضراء ثم عبر إلى المغرب فاتح سنة إحدى وتسعين وستمائة فتظاهر ابن الأحمر والطاغية على منعه من الجواز مرة أخرى كما نذكره الآن