@ 68 @ $ قدوم بني اشقيلولة على السلطان يوسف بسلا وإقطاعه إياهم قصر كتامة والسبب في ذلك $ .
قد تقدم لنا أن بني اشقيلولة كانوا من وجوه الأندلس وأهل الرياسة بها حتى صاهرهم ابن الأحمر بابنته وأخته وقاموا معه في إثبات قواعد ملكه ثم انحرفوا عنه إلى موالاة بني مرين ونزل محمد بن عبد الله بن أبي الحسن منهم إلى السلطان يعقوب عن مالقة وكان عمه أبو إسحاق بن أبي الحسن صاحب وادي آش وأعمالها واتصل ذلك في بنيه إلى أن بويع السلطان يوسف فقاموا بدعوته فيها ثم حصلت المصافاة وتأكدت المودة بين السلطان يوسف وابن الأحمر على ما أسلفناه آنفا فطلب ابن الأحمر من السلطان يوسف أن ينزل له عن واد آش التي هي لبني اشقيلولة المتمسكين بدعوته كما نزل له عن غيرها من الثغور فأجابه السلطان إلى ذلك وكتب إلى أبي الحسن بن إسحاق بن اشقيلولة يأمره بالتخلي له عنها فتركها له وعبر هو وحاشيته البحر إلى السلطان يوسف سنة سبع وثمانين المذكورة فلقيه بمدينة سلا فأعطاه السلطان يوسف القصر الكبير وأعماله طعمه سوغه إياها فلم تزل ولايته متوارثة في بنيه حتى انقرضوا آخر دولة بني مرين واستمكن ابن الأحمر من وادي آش وحصونها ولم يبق له بالأندلس منازع من قرابته والله أعلم .
حدوث الفتنة بين السلطان يوسف وعثمان بن يغمراسن بن زيان صاحب تلمسان $ .
قد تقدم لنا أن يغمراسن لما حضرته الوفاة أوصى ابنه عثمان أن لا يحدث مع بني مرين حربا ولا يوافقهم في زحف ما استطاع لاستغلاظ أمرهم عليه بملكهم المغرب الأقصى وأعماله وأن عثمان قد عمل على ذلك فأوفد أخاه محمد بن يغمراسن على السلطان يعقوب بالأندلس وعقد معه السلم