@ 67 @ الاثنين سابع ربيع الآخر من السنة المذكورة فنزل بقصر المجاز ثم سار إلى حضرة فاس فدخلها ثاني عشر جمادى الأولى منها ولحين استقراره بها خرج عليه محمد بن إدريس بن عبد الحق في بنيه وإخوته ومن انضم إليه ولحق بجبال ورغة ودعا لنفسه فسرح إليه السلطان يوسف أخاه أبا معرف محمد بن يعقوب فبدا له في النزوع إليهم فلحق بهم وشايعهم على رأيهم من الخلاف فأغزاهم السلطان يوسف عساكره وردد إليهم البعوث والكتائب ثم تلطف في استنزال أخيه حتى نزل على الأمان وفر بنو إدريس إلى تلمسان فقبض عليهم اثناء طريقهم وجيء بهم في الحديد إلى تازا فبعث السلطان يوسف أخاه أبا زيان فقتلهم خارج باب الشريعة منها في رجب من السنة ورهب الأعياص من بني عبد الحق يومئذ وخافوا بادرة السلطان يوسف فلحقوا بغرناطة ملتفين على بني إدريس منهم ثم ارتحل السلطان في رمضان من السنة المذكورة إلى مراكش لتمهيد نواحيها وتثقيف أطرافها فدخلها في شوال وأقام بها إلى رمضان القابل من سنة ست وثمانين وستمائة فنهض من مراكش لغزو عرب معقل بصحراء درعة لأنهم كانوا قد اضروا بالرعايا وأفسدوا السابلة فسار إليهم في اثني عشر الفا من الخيل ومر على بلاد هسكورة معترضا جبل درن وأدركهم نواجع بالقفر فأثخن فيهم بالقتل والسبي واستكثر من رؤوسهم فعلقت بشرفات مراكش وسجلماسة وفاس وقفل من غزوه آخر شوال من السنة المذكورة الى مراكش فنكب محمد بن علي بن محلى عاملها القديم الولاية بها من لدن انقراض الدولة الموحدية لما وقع من الإرتياب بأولاد محلى بكثرة خروجهم على الدولة وكانت نكبته غرة محرم سنة سبع وثمانين وستمائة وهلك في السجن في صفر الموالي له وعقد السلطان يوسف على مراكش وأعمالها لمحمد بن عطوا الجاناتي من موالي دولتهم ولاء حلف وترك معه ابنه أبا عامر عبد بن يوسف ثم ارتحل السلطان يوسف إلى فاس فدخلها منتصف ربيع من السنة المذكورة