@ 66 @ $ الخبر عن دولة السلطان الناصر لدين الله يوسف بن يعقوب بن عبد الحق رحمه الله تعالى $ .
لما مرض السلطان يعقوب بقصره من الجزيرة الخضراء مرضه نساؤه وطيرن بالخبر الى ولي عهده الأمير يوسف وكان يومئذ بالمغرب فاتصل به الخبر وهو بأحواز فاس فأسرع السير إلى طنجة وقد مات أبوه قبل وصوله فأخذ البيعة له الوزراء والأشياخ ولما عبر إليهم البحر واحتل بالجزيرة جددوا له البيعة غرة صفر سنة خمس وثمانين وستمائة وأخذوها له على الكافة فاستتب ملكه واستقام أمره ففرق الأموال وأجزل الصلات وسرح السجون ورفع عن الناس الأخذ بزكاة الفطر ووكلهم فيها إلى أمانتهم وكف أيدي الظلمة والعمال عن الناس وأزال المكوس ورفع الأنزال عن دور الرعية وصرف اعتناءه إلى إصلاح السابلة فأزال أكثر الرتب والقبالات التي كانت بالمغرب إلا ما كان منها في الأقطار الخالية والمفازات المخوفة فخضعت مرين تحت قهره وصلح أمر الناس في أيامه وكان أول شيء أحدث من أمره أن بعث إلى ابن الأحمر وضرب له موعدا للإجتماع به فبادر إليه ولقيه بظاهر مربالة في العشر الأول من ربيع الأول من السنة المذكورة فلقاه السلطان مبرة وتكريما وتجافى له عن جميع الثغور الأندلسية التي كانت في مكلة أبيه ونزل له عنها ما عدى الجزيرة ورندة وطريف وتفرقا من مكانهما على أكمل حالات المصافاة والوصلة ورجع السلطان يوسف إلى الجزيرة فقدم عليه بها وفد الطاغية سانجة مجددين عقد السلم الذي عقده لهم السلطان يعقوب رحمه الله .
ولما تمهد للسلطان يوسف أمر الأندلس عقد لأخيه أبي عطية العباس بن يعقوب على الثغور الغربية وأوصاه بضبطها وعقد للشيخ المجاهد أبي الحسن علي بن يوسف بن يزكاتن على مسلحتها وجعل إليه أمر الحرب وأعنة الخيل وأمده بثلاثة آلاف من بني مرين والعرب ثم عبر البحر إلى المغرب يوم