@ 65 @ عبد الحق إدريس أسنمة من الرخام ونقشها بالكتابة ورتب عليها قراء لتلاوة القرآن ووقف على ذلك ضياعا وأرضا تسع حرث أربعين زوجا رحم الله الجميع بمنه $ وفاة السلطان يعقوب بن عبد الحق رحمه الله $ .
وفي آخر ذي القعدة من سنة أربع وثمانين وستمائة مرض السلطان يعقوب بن عبد الحق مرضه الذي توفي منه فلم يزل ألمه يشتد وحاله يضعف إلى أن توفي بقصره من الجزيرة الخضراء من ارض الأندلس في ضحى يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من المحرم فاتح سنة خمس وثمانين وستمائة وحمل إلى رباط الفتح من بلاد العدوة فدفن بمسجد شالة وقبره اليوم طامس الأعلام رحمه الله $ بقية أخبار السلطان يعقوب بن عبد الحق وسيرته $ .
كان السلطان يعقوب رحمه الله أبيض اللون تام القد معتدل الجسم حسن الوجه واسع المنكبين كامل اللحية معتدلها أشيب نقي البياض حليما متواضعا جوادا مظفرا منصور الراية ميمون النقيبة لم يقصد جيشا إلا هزمه ولا عدوا إلا قهره ولا بلدا إلا فتحه صواما قواما دائم الذكر كثير البر لا تزال سبحته في يده مقربا للعلماء مكرما للصلحاء صادرا في أكثر أموره عن رأيهم ولما استقام له الأمر بنى المرستانات للمرضى والمجانين ورتب لهم الأطباء لتفقد أحوالهم وأجرى على الكل المرتبات والنفقات من بيت المال وكذا فعل بالجذمى والعمي والفقراء رتب لهم مالا معلوما يقبضونه في كل شهر من جزية اليهود وبنى المدارس لطلبة العلم ووقف عليها الأوقاف وأجرى عليهم بها المرتبات كل ذلك ابتغاء ثواب الله تعالى نفعه الله بقصده