@ 64 @ الوحشي المسمى بالفيل وحمارة من حمر الوحش إلى غير ذلك من الطرف فقبلها السلطان وابنه وأضعفوا له المكافأة وكمل عقد السلم وقبل الطاغية سائر الشروط ورضي بعز الإسلام عليه وانقلب إلى قومه بملء صدره من الرضى والمسرة وسأل منه السلطان أن يبعث إليه بكتب العلم التي بأيدي النصارى منذ استيلائهم على مدن الإسلام فبعث إليه منها ثلاثة عشر حملا فيها جملة من مصاحف القرآن الكريم وتفاسيره كابن عطية والثعلبي ومن كتب الحديث وشروحاتها كالتهذيب والاستذكار ومن كتب الأصول والفروع واللغة والعربية والأدب وغير ذلك فأمر السلطان رحمه الله بحملها إلى فاس وتحبيسها على المدرسة التي أسسها بها لطلبة العلم وقفل السلطان فاحتل بقصره من الجزيرة لليلتبن بقيتا من شعبان فقضى صومه ونسك عيده وجعل من قيام ليلة جزأ لمحاضرة أهل العلم وأعد الشعراء كلمات أنشدوها يوم عيد الفطر بمشهد الملأ في مجلس السلطان وكان من أسبقهم في ذلك الميدان شاعر الدولة أبو فارس عبد العزيز الملزوزي الأصل المكناسي الدار ويعرف بعزوز أتى بقصيدة طويلة من بحر الوافر على روي الباء المفتوحة المردوفة بالألف ذكر فيها سيرة السلطان وغزواته وغزوات بنيه وحفدته وامتدح قبائل مرين ورتبهم على منازلهم وذكر فضلهم وقيامهم بالجهاد وذكر قبائل العرب على اختلافها وأنشدت بمحضر السلطان والحاشية فأمر لمنشئها بألف دينار وخلعة ولمنشدها بمائتي دينار ثم أعمل السلطان نظره في الثغور فرتب بها المسالح وبعث ولده الأمر أبا زيان منديلا ليقف على الحد بين أرضه وأرض ابن الأحمر وعقد له على تلك الناحية وأنزله بحصن ذكوان قرب مالقة وأوصاه أن لا يحدث في بلاد ابن الأحمر حدثا وعقد لعياد بن أبي عياد العاصمي على مسلحة أخرى وأنزله بأسطبونة وأجاز ابنه الأمير يوسف إلى المغرب لتفقد أحواله ومباشرة أموره وأمره أن يبني على قبر والده أبي الملوك عبد الحق بتافر طاست زاوية فاختط هنالك رباطا حفيلا وبنى على قبر الأمير