@ 49 @ $ حدوث الفتنة بين السلطان يعقوب وابن الأحمر وما نشأ عن ذلك من حصار الجزيرة الخضراء وغير ذلك $ .
قد تقدم لنا أن بنو اشقيلولة كانوا أصهارا لابن الأحمر وانهم لما قدموا على السلطان يعقوب بالجزيرة الخضراء في جوازه الأول صدرت من ابن اشقيلولة كلمات أحفظت ابن الأحمر وغاظته فذهب لأجلها مغاضبا وانحرف عن السلطان يعقوب ولم يشهد معه الغزو ولا عرج على الجهاد ولما نصر الله السلطان يعقوب على عدوه وقتل العلج وبعث برأسه إلى ابن الأحمر طيبه وبعثه إلى قومه انحرافا عن السلطان وموالاة للعدو ولما جاز السلطان يعقوب الجواز الثاني انقض عنه ابن الأحمر ولم يلقه حتى خاطبه السلطان واستنفره إلى الجهاد فلحقه بشدونة كما مر ولما صنع الله للسلطان ما صنع من الظهور والعز الذي الذي لا كفاء له واستولى على مالقة من يد ابن اشقيلولة ارتاب ابن الأحمر بمكانه وظن به الظنون وتخوف منه ما كان من يوسف بن تاشفين للمعتمد بن عباد وغيره من ملوك الطوائف فغص بمكانه وأظلم الجو بينهما ودارت بينهما مخاطبات شعرية على ألسنة الكتاب في معنى العتاب ولم تزل القوارص بين السلطانين تجري وعقارب السعاية تدب وتسري وخوف ابن الأحمر على ملكه يشتد ويزيد وأواصر الأخوة الإسلامية تتلاشى وتبيد إلى أن استحكمت البغضاء وضاق بينهما رحب الفضاء ففزع ابن الأحمر إلى مداخلة الطاغية في شأنه واتصال يده بيده وحبله بحبله وأن يعود إلى منزله أبيه معه من ولايته ليدافع به السلطان يعقوب وقومه عن أرضه ويأمن معه من زوال سلطانه فاغتنم الطاغية هذه الفرصة ونكث عهد السلطان يعقوب ونقض السلم واعلن بالحرب وأغزا أساطيله الجزيرة الخضراء حيث كانت مسالح السلطان يعقوب وجنوده وأرست بالزقاق حيث فراض المجاز وانقطعت عساكر السلطان وراء البحر وحال العدو بينهم وبين إغاثته إياهم واتصلت يد ابن الأحمر بيد الطاغية واتفقا على منع السلطان يعقوب من عبور