@ 50 @ البحر وداخل ابن الأحمر عمر بن يحيى بن محلى صاحب مالقة في النزول له عنها بعوض ففعل واستولى ابن الأحمر عليها ثم راسل هو والطاغية يغمراسن بن زيان من وراء البحر وراسلهم هو في مشاقة السلطان وإفساد ثغوره وإنزال العوائق المانعة له من حركته والأخذ بأذياله عن النهوض إلى الغزو وأسنوا فيما بينهما الهدايا والتحف وجنب يغمراسن إلى ابن الأحمر ثلاثين من عتاق الخيل مع ثياب من عمل الصوف وبعث إليه ابن الأحمر مكافأة على ذلك عشرة آلاف دينار فلم يرض بالمال ورده وأصفقت آراؤهم جميعا على السلطان يعقوب ورأوا أن قد أبلغوا في أحكام أمرهم وسد مذاهبه إليهم .
واتصل خبر هذا كله بالسلطان وهو بمراكش كان خرج إليها مرجعه من الغزو في المحرم سنة سبع وسبعين وستمائة لما كان من عيث عرب جشم بتامسنا وإفسادهم السابلة فثقف أطرافها وحسم مادة فسادها ثم اتصل به خبر ابن محلي ونزوله عن مالقة لابن الأحمر ومنازلة الطاغية بأساطيله للجزيرة الخضراء وتضييقه على المسلمين بها فبلغ ذلك منه كل مبلغ ونهض من مراكش ثالث شوال من السنة يريد طنجة فوصل إلى قرية مكول من بلاد تامسنا فتوالت عليه بها الأمطار والسيول وعاقته عن النهوض وبينما هو في ذلك ورد عليه الخبر أيضا بنزول الطاغية على الجزيرة الخضراء برا وإحاطة عسكره بها بعد أن كانت أساطيله منازلة لها في البحر منذ ستة أشهر أو سبعة وأنه مشرف على التهامها وبعثوا إليه يستصرخونه ويخبرونه بالحال فاعتزم على الرحيل .
ثم اتصل به الخبر ثالثا بخروج مسعود بن كانون السفياني ببلاد نفيس من أرض المصامدة خامس ذي القعدة من السنة وأن الناس اجتمعوا إليه من قومه وغيرهم فانخرقت على السلطان الفتوق وتوالت عليه الخطوب ولم يدر ما يصنع إلا أنه رأى أن يقدم أمر ابن كانون والعرب فكر راجعا إليه وقدم بين