@ 43 @ قربة يتقربون بها إلى الله تعالى ولما استولى السلطان يعقوب على مراكش فر من كان بها من الموحدين إلى الجبل المذكور واعتصموا به وبايعوا إسحاق أخا المرتضى وأملوا منه رجع الكرة وإدالة الدولة واستمر الحال على ذلك إلى هذه السنة فنهض عامل مراكش من قبل السلطان يعقوب وهو محمد بن علي بن محلي أحد خؤلته ونازل الجبل المذكور وحاصره مدة ثم اقتحمه عنوة وافتض عذرته وفك ختامه وتقبض عل خليفة الموحدين إسحاق وابن عمه السيد أبي سعيد بن أبي الربيع ومن معهما من الأولياء وجنبوا إلى مصارعهم بباب الشريعة من مراكش فضربت أعناقهم وصلبت أشلاؤهم وكان فيمن قتل منهم الكاتب القبائلي وأولاده .
وعاثت عساكر بني مرين في جبل تينملل واكتسحوا أمواله ونبشوا قبور خلفاء بني عبد المؤمن واستخرجوا أشلاءهم وكان فيها شلو يوسف بن عبد المؤمن وابنه يعقوب المنصور فقطعت رؤوسهم وتولى كبر ذلك أبو علي أحمد الملياني كان أبو علي هذا ثار على الحفصيين بمدينة مليانة فجهزوا إليه عساكره وأجهضوه عنها ففر إلى السلطان يعقوب فقبله وآواه وأقطعه بلد أغمات إكراما له فحضر هذه الوقعة في جملة العسكر وارتكب هذا الفعل الشنيع ورأى أنه قد شفى نفسه باستخراج هؤلاء الخلائق من أرماسهم والعبث بأشلائهم وقد أنكر الناس عامة والسلطان يعقوب خاصة هذه الفعلة منه ولم يرضوها ومع ذلك فقد تجاوز له السلطان يعقوب عنها تأنيسا لغربته ورعيا لجواره ولما توفي السلطان يعقوب وولي بعده ابنه يوسف سعى إليه في الملياني هذا فنبكه على ما نذكره إن شاء الله .
ولما وصل السلطان يعقوب من غزوته إلى فاس انتقض عليه طلحة بن محلي أحد أخواله وتمنع بجبل آصروا من بلاد فازاز فسار إليه لسلطان يعقوب وحاصره به فأناب إلى الطاعة ونزل على الأمان وذلك في منتصف