@ 34 @ صبر واحتسب ثم نهض إلى مراكش فدخلها أوائل ربيع الثاني من السنة المذكورة فأقام بها شهرا حتى أصلح من شأنها ثم نهض إلى طنجة وسبتة على ما نذكره $ فتح طنجة وسبتة وما كان من أمر العزفي بهما $ .
قد تقدم لنا في دولة أبي حفص عمر المرتضي أن الفقيه أبا القاسم العزفي استبد عليه بسبتة وتوارث ذلك بنوه من بعده وكان هؤلاء العزفيون من بيوتات سبتة وأهل الرياسة والعلم والدين فيهم ولما ضعف أمر بني عبد المؤمن بالمغرب استقل الفقيه أبو القاسم بن أبي العباس العزفي برياستها وضبطها وانتظم في طاعته سائر أعمالها ولما كانت سنة ثلاث وستين وستمائة بعث الفقيه المذكورة أجفانه إلى مدينة أصيلا فهدموا أسوارها ونقضوا قصبتها لأنه خاف عليها من خلائها أن يملكها العدو ويتمنع بها واستمرت أموره في سبتة ونواحيها على الشداد وكانت طنجة تالية لسبتة في سائر أحوالها وكانتا معا من أحصن بلاد المغرب فدخل صاحب طنجة وهو أبو الحجاج يوسف بن محمد الهمداني المعروف بابن الأمير في طاعة أبي القاسم المذكور ثم انتفض عليه لمضي سنة من طاعته واستبد وخطب لابن أبي حفص صاحب إفريقية ثم للخليفة العباسي صاحب بغداد ثم لنفسه وسلك في طنجة مسلك العزفي في سبتة ولبثوا على ذلك ما شاء الله حتى إذا ملك بنو مرين المغرب وافتتحوا معاقله وحصونه وهلك الأمير أبو بكر بن عبد الحق وابنه أبو حفص عمر من بعده فتحيز بنوه في أتباعهم وحشمهم إلى ناحية طنجة وأصيلا فأوطنوا