@ 33 @ سافلها وألصقوا بالرغام جدرانها وتركوها قاعا صفصفا وكانت هذه الوقعة منتصف رجب من سنة سبعين وستمائة .
ثم تقدم إلى تلمسان فنزل عليها وحاصرها أياما وأطلق الأيدي في ساحتها بالنهب والعيث ثم شن الغارات على البسائط فاكتسحها سببا ونسفها نسفا وهلك في طريقه إلى تلمسان وزيره عيسى بن ماساي وكان من عليه وزرائه وحماة ميدانه وله في ذلك أخبار مذكورة وكان مهلكه في شوال من السنة المذكورة وقدم عليه وهو محاصر لتلمسان الأمير أبو زيان محمد بن عبد القوي بن العباس بن عطية كبير بني توجين من زناتة في جيش كثيف من قومه مباهيا ببنوده وطبوله وآلة حربه وكان قدومه هذا بقصد مظاهرة السلطان يعقوب على يغمراسن وتلمسان لعداوة كانت بينهما فأكرم السلطان يعقوب وفادته واستركب الناس للقائه واتخذ رتبة السلاح لمباهاته واستمر الحصار على تلمسان وعظمت نكاية بني توجين فيها بتخريب الرباع وانتساف الجنات وقطع الثمار وإفساد الزرع وتحريق القرى والضياع لما كان يغمراسن يعاملهم في بلادهم بمثل ذلك أو أكثر ولما امتنعت تلمسان على السلطان يعقوب وأيس من فتحها لحصانتها واشتداد شوكة حاميتها عزم على الإفراج عنها وأشار على الأمير محمد بن عبد القوي بالقفول إلى مأمنه قبل أن ينهض هو عن تلمسان ووصله وقومه وملأ حقائبهم من التحف وجنب لهم مائة من الخيل المقربات الجياد بمراكبها وأراح عليهم ألف ناقة حلوب وعمهم بالخلع الفاخرة والصلات الوافرة واستكثر لهم من السلاح والفازات والفساطيط وحملهم على الظهر وارتحلوا إلى منجاتهم ومقرهم من جبل وانشريس وتلوم السلطان يعقوب عليهم أياما ريثما وصلوا حذرا عليهم من يغمراسن أن ينتهز الفرصة في اتباعهم ثم أقلع السلطان عن تلمسان وثنى عنانه إلى المغرب فوصل إلى رباط تازا في أول يوم من ذي الحجة من السنة المذكورة فعيد بها عيد النحر ثم ارتحل إلى فاس فدخلها فاتح سنة إحدى وسبعين وستمائة فأقام بها إلى اليوم الحادي عشر من صفر فتوفي ولده وولي عهده الأمير أبو مالك عبد الواحد بن يعقوب فأسف لفقده ثم