@ 31 @ $ هجوم النصارى على العرائش وتيشمس من ثغور المغرب $ .
لما كان المحرم من سنة ثمان وستين وستمائة هجم النصارى على مدينة العرائش وتيشمس من ثغور العدوة المغربية فقتلوا رجالها وسبوا نساءها وانتهبوا أموالها وأضرموها نارا ورجعوا عودهم على بدءهم فركبوا أجفانهم ولحقوا ببلادهم ولم تنلهم شوكة السلطان يعقوب لأنه كان مشغولا بفتح مراكش في التاريخ المذكور ولم يبين في القرطاس هؤلاء النصارى من هم $ وقعة إيسلي بين السلطان يعقوب ابن عبد الحق ويغمراسن بن زيان $ .
لما أنعم الله على السلطان يعقوب بامتداد ظل ملكه في أقطار المغرب ونواحيه ونفوذ كلمته في حواضره وبواديه وتمم له الصنع بفتح مراكش ووراثة كرسي بني عبد المؤمن بها وعاد إلى فاس كما قلنا تحرك ما كان في نفسه من ضغائن يغمراسن بن زيان وما آسفه به من تخذيل عزائمه ومجاذبته عن قصده ورأى أن وقعة تلاغ لم تشف صدره ولا أطفأت نار موجدته فأجمع أمره لغزوة ونشطه لذلك ما صار إليه من الملك وسعة السلطان فحشد جميع أهل المغرب وعزم على استئصاله وقطع دابره فعسكر بفاس وبعث ولده أبا مالك إلى مراكش في جماعة من خواصة حاشرين في مدائنها وضواحيها فاجتمع عليه من قبائل العرب والمصامدة وصنهاجة وبقايا عساكر الموحدين بالحضرة وحامية الأمصار من جند الفرنج وناشبة الغزو استكثر من ذلك كله واحتفل السلطان يعقوب بفاس كذلك ثم نهض منها غرة صفر سنة سبعين وستمائة فسار حتى نزل وادي ملوية فأقام عليه أياما حتى لحقه ابنه أبو مالك في جموعه وتوافت لديه أمداد العرب من قبائل جشم أهل تامسنا الذين هم سفيان والخلط والعاصم وبنو جابر ومن معهم من الأثبج وقبائل ذوي حسان والشبانات من معقل أهل السوس الأقصى وقبائل رياح أهل أزغار وبلاد الهبط فعرض هنالك عساكره وميزها ورتبها فيقال إنها بلغت ثلاثين ألفا