@ 12 @ $ استيلاء الأمير أبي بكر على مكناسة وبيعة أهلها لابن أبي حفص بواسطته $ .
ثم سار الأمير أبو بكر بمحلته فنزل جبل زرهون ودعا أهل مكناسة إلى بيعة الأمير أبي زكرياء بن أبي حفص صاحب إفريقية لأنه كان يومئذ على دعوته وفي ولايته وحاصرها وضيق عليها بمنع المرافق وترديد الغارات إلى أن أذعنوا لطاعته فافتتحها صلحا بمداخلة أخيه يعقوب بن عبد الحق لزعيمها أبي الحسن بن أبي العافية وبعثوا ببيعتهم إلى الأمير أبي زكرياء الحفصي وكانت البيعة من إنشاء أبي المطرف بن عميرة المخزومي وكان من أعلام ذلك العصر ومشاهيره ولي القضاء لبني عبد المؤمن بمدينة سلا ثم استقضوه بعدها بمكناسة فشهد هذه القضية وكتب البيعة .
ولما فتح الأمير أبو بكر مكناسة أقطع أخاه يعقوب ثلث جبايتها جزاء له على وساطته وكان فتح مكناسة سنة ثلاث وأربعين وستمائة ثم آنس الأمير أبو بكر من نفسه الاستبداد ومن قبيله الاستيلاء فاتخذ الآلة لذلك وسما بنفسه إلى مرتبة الملك وأعد له عدته وانتهى الخبر إلى السعيد صاحب مراكش بتغلب الأمير أبي بكر على مكناسة وصرفها لابن أبي حفص فوجم لها وفاوض الملأ من أهل دولته في أمره وأراهم كيف اقتطع الأمر عنهم شيئا فشيئا حتى لم يبق بيدهم إلا قرارة مراكش وما حولها بعد امتداد ظل ملكهم على المغربين وإفريقية والأندلس .
ثم نهض السعيد من مراكش سنة خمس وأربعين وستمائة يريد مكناسة وبني مرين أولا ثم تلمسان ويغمراسن بن زيان ثانيا ثم إفريقية وابن أبي حفص آخرا .
ولما وصل إلى وادي بهت عرض جيوشه وميزها واتصل الخبر بالأمير أبي بكر وهو بمكناسة فخرج وحده ليلا يتجسس الأخبار ويستطلع أحوال السعيد وجموعه فتقدم حتى أشرف على محلة السعيد من كثب ولا علم