@ 13 @ لأحد به فرأى ما لا طاقة له به ورأى من الرأي أن يتخلى للسعيد عن البلاد ولا يناجزه الحرب فلحق بمكناسة واستدعى بني مرين من أماكنهم التي عين لهم فتلاحقوا به وساروا إلى قلعة تازوطا من بلاد الريف فتحصنوا بها .
وتقدم السعيد إلى مكناسة فتلقاه أهلها خاضعين مستشفعين إليه بشيوخهم وصبيانهم فعفا عنهم ثم سار إلى فاس فنزل بظاهرها من ناحية القبلة وخرج إليه أشياخها فسلموا عليه وسألوه الدخول إلى البلد فتكرم عنهم وأبي ثم ارتحل إلى رباط تازا فنزل بظاهرها وهناك بعث إليه الأمير أبو بكر ببيعته فقبلها وكتب له ولقومه بالأمان وكان فيما خاطبه به الأمير أبو بكر أن قال له ارجع يا أمير المؤمنين إلى حضرتك وأنا أكفيك أمر يغمراسن وافتح لك تلمسان فشاور السعيد خاصته في ذلك فقالوا لا تفعل يا أمير المؤمنين فإن الزناتي أخو الزناتي لا يسلمه ولا يخذله وإنا نخاف أن يصطلحا على حربك فاسعفهم وكتب إلى الأمير أبي بكر يقول له أقم بموضعك وابعث إلي بحصة من قومك فأمده بخمسمائة من بني مرين وعقد عليها لابن عمه أبي عياد بن أبي يحيى بن حمامة .
وتقدم السعيد إلى تلمسان فكان من هلاكه على قلعة تامذردكت ما قدمناه في أخبار دولته وكان الأمير أبو بكر لما نزل حصن تازوطا وأهل ذلك الحصن يومئذ هم بنو وطاس بطن من بني مرين أجمعوا الفتك به غيره ونفاسة عليه فدس إليه بذلك بعض شيوخهم وأعلمه بما تواطؤوا عليه من غدره فارتحل الأمير أبو بكر عنهم إلى بني بزناسن وكانوا نازلين يومئذ بعين الصفا فأقام هنالك معهم حتى رجعت إليه الحصة التي كانت مع السعيد وأعلموه بمقتله وافتراق جموعه فانتهز الأمير أبو بكر الفرصة في فل الموحدين واعترضهم بأكرسيف فاستلبهم وانتزع الآلة من أيديهم وأدار إليه كتيبة الفرنج والناشبة من الأغزاز واتخذ المركب الملوكي من يومئذ ثم أغذ السير إلى مكناسة فدخلها واستولى عليها وأقام بها أياما ثم نهض إلى أعمال وطاط وحصون ملوية فافتتحها ودوخ جبالها وذلك أواخر صفر سنة ست وأربعين وستمائة