@ 10 @ سدرانة وبهلولة ومديونة ففرض عليهم الخراج وفرق فيهم العمال ثم فرض على أمصار المغرب مثل فاس ومكناسة وتازا وقصر كتامة ضريبة معلومة يؤدونها على رأس كل حول على أن يكف الغارة عنهم ويصلح سابلتهم .
ثم لما كانت سنة عشرين وستمائة غزا بلاد فازاز ومن بها من ظواعن زناتة فأثخن فيهم حتى أذعنوا للطاعة وقبض أيديهم عن إذابة الناس بالغارات والنهب في الطرقات .
ثم في سنة إحدى وعشرين بعدها غزا عرب رياح أهل أزغار وبلاد الهبط فأثخن فيهم حتى كاد يأتي عليهم ولم يزل دأبه ذلك من تدويخ بلاد المغرب وأقطاره حتى هلك باغتيال علج له كان رباه صغيرا فشب وسول له الشيطان الفتك به فترصد غرته وطعنه بحربة في منحره فمات لوقته سنة ثمان وثلاثين .
وكان ذا نجدة وشجاعة وعزم وكرم وإيثار مكرما للفقهاء وأهل الصلاح سالكا في ذلك سنن أبيه رحمه الله $ الخبر عن رياسة الأمير أبي معرف محمد بن عبد الحق رحمه الله $ .
لما هلك الأمير أبو سعيد قام بالأمر بعده أخوه أبو معرف محمد بن عبد الحق فاقتفى سنن أخبه في تدويخ بلاد المغرب وأخذ الضريبة من أمصاره وجباية المغارم من باديته وبعث الرشيد بن المأمون صاحب مراكش قائده أبا محمد بن وانودين لحرب بني مرين وعقد له على مكناسة فأجحف بأهلها في المغارم ثم نزل بنو مرين في بعض الأحيان بنواحيها وأجلبوا عليها فنادى أبو محمد في عسكره وخرج إليهم فدارت بينهم حرب شديدة هلك فيها خلق من الجانبين وبارز محمد بن إدريس بن عبد الحق قائدا من قواد الفرنج فاختلفا ضربتين هلك العلج بإحداهما وجرح محمد بالأخرى فاندمل جرحه وصار أثرا في وجهه لقب من أجله بأبي ضربة ثم شد بنو مرين على الموحدين فانكشفوا ورجع بن وانودين إلى مكناسة مفلولا