@ 9 @ مثل الرؤيا التي رآها عبد الملك بن مروان من يوله في المحراب أربع مرات فكان تأويلها أن ولي الخلافة أربعة من بنيه الوليد وسليمان ويزيد وهشام .
وكان للأمير عبد الحق تسعة من الولد إدريس وهو أكبرهم وقتل معه في حرب رياح وعثمان ومحمد وأبو بكر ويعقوب وهؤلاء الأربعة هم الذين ولوا الأمر بعده وعبد الله وعبد الرحمن ويقال له بلسانهم رحو وزيان وأبو عياد وبنت هي العاشرة والله أعلم .
الخبر عن رياسة الأمير أبي سعيد عثمان بن عبد الحق رحمه الله $ .
لما فرغ بنو مرين من حرب رياح ورجعوا من اتباعهم اجتمعوا إلى الأمير أبي سعيد عثمان بن عبد الحق وكان أكبر بني أبيه بعد إدريس فعزوه بمصاب أبيه وأخيه وبايعوه عن رضى منهم فاجتمعت عليه كلمتهم ولما فرغ الأمير أبو سعيد من تجهيز أبيه وأخيه ودفنهما أقسم أن لا يرجع عن حرب رياح حتى يثأر بمائة شيخ منهم فسار إليهم وأثخن فيهم حتى شفى نفسه وأذعنوا إلى الطاعة ولاذوا بالسلم فسالمهم على إتاوة يؤدونها إليه كل سنة .
ثم ضعفت شوكة الموحدين وتداعى أمرهم إلى الاختلال واشرف ملكهم على ربوة الاضمحلال وتقلص ظل حكامهم عن البدو جملة وفسدت السابلة واختلط المرعى بالهمل .
فلما رأى الأمير أبو سعيد ما عليه أمر الموحدين من الضعف وما نزل برغايا المغرب من الجور والعسف جمع أشياخ مرين وندبهم إلى القيام بأمر الدين والنظر في مصالح المسلمين فأسرعوا إلى إجابته وبادروا لتلبية دعوته .
فسار بهم أبو سعيد في نواحي المغرب يتقرى مسالكه وشعوبه ويتتبع تلوله ودروبه ويدعو الناس إلى طاعته والدخول في عهده وحمايته فمن أجابه منهم أمنه ووضع عليه قدرا معلوما من الخراج ومن أبى عليه نابذه وأوقع به فبايعه من قبائل المغرب هوارة وزكارة ثم تسول ومكناسة ثم بطوية وفشتالة ثم