@ 252 @ من خرزات الياقوت الفاخر والدر النفيس المشتمل على مئين متعددة من حصبائه وكان يسمى بالثعبان .
ثم صار إلى بني مرين أيضا إلى أن تلف في البحر عند غرق الأسطول بالسلطان أبي الحسن بمرسى بجاية مرجعة من تونس حسبما نذكره بعد إلى ذخائر من أمثاله وطرف من أشباهه مما يستخلصه الملوك لأنفسهم ويعتدونه من ذخائرهم .
ولما سكنت الفتنة وركد عاصف تلك الهيعة نظر يغمراسن في شأن مواراة الخليفة فجهزه ورفعه على أعواده فدفنه بالعباد بمقبرة الشيخ أبي مدين رضي الله عنه ثم نظر في شأن حرمه وأخته تاعزونت الشهيرة الذكر بعد أن جاءها واعتذر إليها مما وقع وأصحبهن جملة من مشيخة بني عبد الواد إلى مأمنهن فألحقوهن بدرعة من تخوم طاعتهم فكان ليغمراسن بذلك حديث جميل في الإبقاء على الحرم ورعي حقوق الملك وأما أهل محلة السعيد فإنهم بعد نهوضهم تداعوا واجتمعوا إلى عبد الله بن السعيد وقفلوا قاصدين مراكش .
واتصل الخبر بالأمير أبي بكر بن عبد الحق وهو يومئذ ببني يزنسن وقدمت عليه الحصة التي كان وجهها مع السعيد فتحقق الخبر وانتهز الفرصة في الموحدين فاعترض عسكرهم بجهات تازا فقتل عبد الله بن السعيد واستلبهم واستولى على ما بقي من أثاثهم ثم جد السير إلى مكناسة فدخلها وملكها ولحق فل الموحدين بمراكش فبايعوا عمر المرتضى كما نذكره إن شاء الله $ الخبر عن دولة أبي حفص عمر المرتضى ابن السيد أبي إبراهيم بن يوسف بن عبد المؤمن رحمه الله $ .
لما توفي أبو الحسن السعيد كان عمر المرتضى واليا من قبله بقصبة رباط الفتح من سلا كما قدمنا فاجتمع الموحدون بجامع المنصور من قصبة مراكش