@ 251 @ فعرفوا السعيد فانفضوا عليه من بعض الشعاب أمثال العقبان وطعنه يوسف الشيطان فكبه عن فرسه وعمد يعقوب بن جابر إلى وزيره يحيى بن عطوش فقتله ثم استحلموا لوقتهم مواليه ناصحا من العلوج وعنبرا من الخصيان وقائد جند النصارى وهو أخو القمط ووليدا يافعا من ولد السعيد ويقال إنما كان ذلك يوم عبى السعيد العساكر وصعد الجبل للقتال وتقدم أمام الناس فاقتطعه بعض الشعاب المتوعرة في طريقه فتواثب عليه هؤلاء الفرسان وكان ما ذكرناه وذلك منسلخ صفر سنة ست وأربعين وستمائة .
وانتهى الخبر إلى المحلة فارتجت وماجت وأخذ أهلها في الفرار وبادر يغمراسن إلى السعيد فنزل إليه وهو صريع على الأرض فحياه وفداه وأقسم له على البراءة من دمه والسعيد رحمه الله واجم بمصرعه يجود بنفسه إلى أن فاظ وانتهب المعسكر بجملته .
واستولى بنو عبد الواد على ما كان به من الأخبية الحسنة والفازات الرفيعة واختص يغمراسن بفسطاط السلطان فكان له خالصة دون قومه واستولى على الدخيرة التي كانت فيه منها مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه يزعمون أنه أحد المصاحف التي انتسخت لعهد خلافته وإنه كان في خزائن قرطبة عند ولد عبد الرحمن الداخل ثم صار في ذخائر لمتونة فيما صار إليهم من ذخائر ملوك الطوائف بالأندلس ثم صار إلى خزائن الموحدين من يد لمتونة .
قال ابن خلدون وهو لهذا العهد في خزائن بني مرين فيما استولوا عليه من ذخيرة آل زيان وذلك عند غلب السلطان أبي الحسن المريني على تلمسان سنة سبع وثلاثين وسبعمائة كما نذكره اه .
وقد تقدم لنا الخبر عن هذا المصحف العثماني وفيه مخالفة لبعض ما هنا وسيأتي لنا في دولة السلطان يوسف بن يعقوب بن عبد الحق المريني ما يخالف ذلك كله والله أعلم بحقيقة الأمر .
ومن الذخائر التي صارت ليغمراسن من فسطاط السعيد العقد المنتظم