@ 253 @ وعقدوا له البيعة وبعثوا بها إليه ونهض هو متوجها إلى مراكش فلقيه وفدهم أثناء طريقه بتامسنا واجتمع عليه أشياخ العرب فبايعوه أيضا واستقام أمره وتلقب بالمرتضى وعقد ليعقوب بن كانون على بني جابر ولعمه يعقوب بن جرمون على عرب سفيان بعد أن كان قومه قدموه عليهم ودخل الحضرة واستوزر أبا محمد بن يونس من قرابته وقبض على حاشية السعيد ثم وصل أخوه السيد أبو إسحاق الذي كان وزيرا للسعيد من قبل ناجيا من وقعة تامزردكت آخذا على طريق سجلماسة فاستوزره أيضا وأسند إليه أمره واستولى أبو بكر بن عبد الحق أمير بني مرين بعد مهلك السعيد على رباط تازا ومكناسة ثم استولى سنة سبع وأربعين وستمائة على فاس وأعمالها فاقتطع عن المرتضى بلاد الغرب كلها ولم يبق له إلا بلاد الحوز من سلا إلى السوس .
ولأول دولة المرتضى كان استيلاء العدو على إشبيلية إحدى قواعد الأندلس فإن طاغية قشتالة وهو الإصبنيول خذله الله حاصرها سنة خمس وأربعين وستمائة وفي يوم الاثنين الخامس من شعبان من السنة بعدها ملكها صلحا بعد منازلتها حولا كاملا وخمسة أشهر وانتقل كرسي المملكة الإسلامية بالأندلس إلى غرناطة وذلك في دولة بني الأحمر .
وفي سنة تسع وأربعين وستمائة ملك الأمير أبو بكر المريني سلا ورباط الفتح ووفد على المرتضى بمراكش موسى بن زيان الونكاسي وأخوه علي بن زيان من قبيل بني مرين وأغروه بقتال بني عبد الحق فأسعفهم ولما انتهى إلى أمان إيملولين أشاع يعقوب بن جرمون السفياني قضية الصلح بينهما وأصبح راحلا وقد استولى الجزع على قلوب الجيش فانفضوا ووقعت الهزيمة من غير قتال ووصل المرتضى إلى الحضرة وأغضى ليعقوب عما صدر منه .
وفي سنة خمسين وستمائة استرجع المرتضى سلا ورباط الفتح من يد بني مرين .
وفي سنة إحدى وخمسين بعدها فر من حاشية المرتضى علي بن يدر