@ 242 @ وعقلائهن وهي أم الرشيد فاستدعت هؤلاء النفر الثلاثة وكانوا عمدة جيش المأمون يركب كل واحد منهم في أزيد من عشرة آلاف من قومه وأعوانه ولأن أهل الحل والعقد من الموحدين قد أتت عليهم فتكت المأمون فجاؤوا إليه فأعلمتهم بموت الخليفة ورغبت إليهم في بيعة ابنها الرشيد والقيام معه وبذلت لهم على ذلك أموالا جمة ووعدتهم مع ذلك أنهم إذا فتحوا الحضرة وكان يحيى قد استولى عليها كما قلنا تجعلها لهم فيئا فبايعوه وأخذوا البيعة له على سواهم فبايع الناس طوعا وكرها خوفا من سيوفهم .
ولما تم أمره جعل أباه في تابوت وقدمه أمامه وسار إلى مراكش وسمع يحيى واهل مراكش بما شرطته حباب للقواد الثلاثة من جعل مدينتهم فيئا فخرجوا لقتال الرشيد بأجمعهم .
واستخلف يحيى على مراكش أبا سعيد بن وانودين والتقى الجمعان فاقتتلوا فانهزم يحيى وقتل أكثر من معه وصبح الرشيد مراكش فتحصن منه أهلها فأمنهم وصالح قائد الفرنج وأصحابه على فيئها بخمسة آلاف دينار .
ودخل الرشيد مراكش واستقر بها وكان قد وصل في صحبة عمه السيد أبو محمد سعد بن المنصور فحل من تلك الدولة بمكان وكان إليه التدبير والحل والعقد وبعد استقرار الرشيد بمراكش قدم عليه عمر بن أوقاريط الهسكوري صحبة أولاد المأمون الذين كانوا بإشبيلية ونفاهم ابن هود عنها وكان ابن أوقاريط هذا منحرفا عن المأمون ايام حياته فتذمم بصحبة هؤلاء الأولاد وقدم على الرشيد فتقبله واتصل بالسيد أبي محمد وحسنت منزلته لديه .
ثم لما هلك السيد أبو محمد لحق ابن أوقاريط بقومه ومعتصمه وكشف وجه الخلاف وأخذ بدعوة يحيى بن الناصر واستنفر له قبائل الموحدين ونهض إليهم الرشيد سنة إحدى وثلاثين وستمائة واستخلف على الحضرة صهره أبا العلاء إدريس وصعد إليهم الجبل فأوقع بيحيى وجموعه بمكانهم من هزرجة واستولى على معسكرهم ولحق يحيى ببلاد سجلماسة