@ 241 @ سبتة وكانت وفاته في آخر يوم من سنة تسع وعشرين وستمائة .
وكانت أيامه أيام شقاء وعناء ومنازعة افترقت دولة الموحدين فيها فرقتين فرقة معه وفرقة مع يحيى بن الناصر .
وكان محق دولة الموحدين واستئصال أركانها وذهاب نخوتها على يده قالوا ولولا أن الأمور قد استحالت إلى ما ذكر لكان المأمون موافقا لأبيه المنصور في كثير من الخلل ومتبعا سننه في الأحوال .
وكان المأمون فصيح اللسان فقيها حافظا للحديث ضابطا للرواية عارفا بالقراءات حسن الصوت والتلاوة مقدما في علم اللغة والعربية والأدب وأيام الناس كاتبا بليغا حسن التوقيع لم يزل سائر أيام خلافته يسرد كتب الحديث مثل البخاري والموطأ وسنن أبي داود وكان مع ذلك شهما حازما مقداما على عظائم الأمور ولي الخلافة والبلاد تضطرم نارا والممالك قد توزعتها الثوار فكان المأمون إذا فكر في حال الثوار وما آل إليه حال الدولة معهم وما دهاه من كثرتهم ينشد متمثلا .
( تكاثرت الظبا على خداش % فما يدري خداش ما يصيد ) .
يشير إلى حاله معهم وأنه لم يدري ما يتلافى من ذلك والله تعالى أعلم $ الخبر عن دولة أبي محمد عبد الواحد الرشيد ابن المأمون ابن المنصور رحمه الله $ .
لما هلك المأمون بويع ابنه عبد الواحد ولقب بالرشيد .
قال ابن أبي زرع بويع له بالخلافة بوادي العبيد ثاني يوم من وفاة أبيه وهو الأحد فاتح محرم سنة ثلاثين وستمائة وسنه يومئذ أربع عشرة سنة وكان الذين أخذوا له البيعة كانون بن جرمون السفياني وشعيب بن أوقاليط الهسكوري وفرنسيل قائد جيش الفرنج فإنه لما مات المأمون كتمت جاريته بعد موته واسمها حباب وكانت فرنجية الأصل ومن دهاة النساء