@ 101 @ وليهم ثالث فقالوا في حقه وفعلوا ثم بايعوني وبايعني طلحة والزبير ثم نكثا ومن العجب انقيادهما لأبي بكر وعمر وعثمان وخلافهما علي والله إنهما ليعلمان أني لست بدون رجل ممن تقدم ثم سار علي يؤم البصرة فيمن معه من أهل المدينة وأهل الكوفة وانضم إلى عائشة وطلحة والزبير جمع آخر والتقوا بمكان يقال له الخريبة عند موضع قصر عبيد الله بن زياد يوم الخميس النصف من جمادى الآخرة من السنة المذكورة ولما تراءى الجمعان خرج طلحة والزبير وجاءهم علي حتى اختلفت أعناق دوابهم فقال علي لقد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا إن كنتما أعددتما عند الله عذرا ألم أكن أخاكما في دينكما تحرمان دمي وأحرم دمكما فهل من حدث أحل لكما دمي قال طلحة ألبت على عثمان قال علي ! < يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق > ! فلعن الله قتلة عثمان يا طلحة أما بايعتني قال والسيف على عنقي ثم قال الزبير أتذكر يوم قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لتقاتلنه وأنت له ظالم ) قال اللهم نعم ولو ذكرت ذلك قبل مسيري ما سرت ووالله لا أقاتلنك أبدا وافترقوا وكان علي رضي الله عنه قد بعث إليهم قبل اللقاء القعقاع بن عمرو التميمي وأمره أن يشير بالصلح ما استطاع فقدم القعقاع على عائشة أولا وقال أي أماه ما أشخصك قالت أريد الإصلاح بين الناس قال فابعثي إلى طلحة والزبير فاسمعي مني ومنهما فبعثت إليهما فجاءا فقال لهما القعقعاع إني سألت أم المؤمنين ما أقدمها فقالت الإصلاح فقال طلحة والزبير كذلك هو قال القعقاع فأخبراني ما هو قالا قتلة عثمان فإن تركهم ترك للقرآن قال فقد قتلتم منهم عددا من أهل البصرة يعني حين قتلوا أميرها عثمان بن حنيف قال وغضب لهم ستة آلاف واعتزلوكم وطلبتم حرقوص بن زهير فمنعه ستة آلاف فإن قاتلتم هؤلاء كلهم اجتمع ربيعة ومضر على حربكم فأين الإصلاح قالت عائشة فماذا تقول أنت قال هذا الأمر دواؤه التسكين فإذا سكن الأمر اختلجوا أي أخذوا على غرة فقالوا قد أصبت وأحسنت فارجع إلى علي فإن كان على مثل رأيك