@ 100 @ كان ادعى النبوة زمان الردة فقال له إن أهل الكوفة لا يستبدلون بأميرهم أحدا وكان عليها أبو موسى الأشعري من قبل عثمان رحمه الله تعالى فرجع عمارة إلى علي ومضى عبيد الله بن عباس إلى اليمن فوليها وكان العامل بها من قبل عثمان يعلى بن منية فأخذ ما كان بها من المال ولحق بمكة ومعه ستمائة بعير وصار مع عائشة رضي الله عنها وذلك أن عائشة كانت خرجت إلى مكة زمان حصار عثمان فقضت نسكها وانقلبت تريد المدينة فلقيها الخبر بمقتل عثمان فأعظمت ذلك ودعت إلى الطلب بدمه ولحق بها طلحة والزبير وعبد الله بن عمر وجماعة من بني أمية واتفق رأيهم على المضي إلى البصرة للاستيلاء عليها وكان عبد الله بن عمر قد قدم مكة من المدينة فدعوه إلى المسير معهم فأبى وأعطى يعلى بن منية عائشة الجمل المسمى بعسكر وكان اشتراه بمائة دينار فركبته وساروا فمروا في طريقهم بماء يقال له الحوأب فنبحتهم كلابه فقالت عائشة أي ماء هذا فقيل ماء الحوأب فصرخت بأعلى صوتها وقالت إنا لله وإنا إليه راجعون سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعنده نساؤه ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب ثم ضربت عضد الجمل فأناخته وقالت ردوني أنا والله صاحبة ماء الحوأب وقامت بهم يوما وليلة إلى أن قيل النجاء فقد أدرككم علي بن أبي طالب وغلبوها على رأيها فارتحلوا نحو البصرة فاستولوا عليها بعد قتال مع أميرها عثمان بن حنيف ولما بلغ عليا رضي الله عنه مسير عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة سار نحوهم في أربعة آلاف من أهل المدينة فيهم أربعمائة ممن بايع تحت الشجرة وثمانمائة من الأنصار وكانت رايته مع ابنه محمد بن الحنفية وعلى ميمنته الحسن وعلى ميسرته الحسين وعلى الخيل عمار بن ياسر وعلى الرجالة محمد بن أبي بكر الصديق وعلى مقدمته عبد الله بن العباس وكان مسيره في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين .
ولما وصل علي إلى ذي قار لقيه أمير البصرة عثمان بن حنيف وأخبره الخبر فقال علي إن الناس وليهم قبلي رجلان فعملا بالكتاب والسنة ثم