@ 178 @ ومواطن ذوي حسان من درعة إلى البحر المحيط وينزل شيوخهم بلاد بول قاعدة السوس فيستولون على السوس الأقصى وما إليه وينتجعون كلهم في الرمال إلى مواطن الملثمين من كدالة ومسوفة ولمتونة .
وكان دخولهم إلى المغرب مع الهلاليين في عدد قليل يقال إنهم لم يبلغوا المائتين واعترضتهم بنو سليم فأعجزوهم وتحيزوا إلى الهلالين منذ عهد قديم ونزلوا بآخر مواطنهم مما يلي ملوية ورمال تافيلالت وجاوروا زناتة في القفار فعفوا وكثروا وأثروا في صحارى المغرب الأقصى فغمروا رماله وتقلبوا في فيافيه وكانوا هنالك أحلافا لزناتة سائر أيامهم وبقي منهم بإفريقية جمع قليل اندرجوا في جملة بني كعب بن سليم وداخلوهم حتى كانوا وزراء لهم في الاستخدام للسلطان واستئلاف العرب فلما ملكت زناتة بلاد المغرب ودخلوا إلى الأمصار والمدن أقام بنو معقل هؤلاء في القفار وتفردوا في البيداء فنموا نموا لاكفاء له وملكوا قصور الصحراء التي اختطها زناتة بالقفر مثل قصور السوس غربا ثم توات ثم بودة ثم تمنطيت ثم واركلان ثم تاسبيبت ثم تيكرارين شرقا وكل واحدة من هذه وطن منفرد يشتمل على قصور عديدة ذات نخيل وأنهار وأكثر سكانها من زناتة وبينهم فتن وحروب على رياستها فحازت عرب معقل هذه الأوطان في مجالاتهم ووضعوا عليها الإتاوات والضرائب وصارت لهم جباية يعتدون فيها ملكا .
وكانوا في تلك المدة السالفة يعطون الصدقات لملوك زناتة ويأخذونهم بالدماء والطوائل ويسمونها جمل الرحيل وكان لهم الخيار في تعيينها ولم يكن هؤلاء العرب يحمون من أطراف المغرب وتلوله حمى ولا يعرضون لسابلة سجلماسة ولا غيرها من بلاد الصحراء بأذية ولا مكروه لما كان بالمغرب من اعتزاز الدين وسد الثغور وكثرة الحامية أيام الموحدين وزناتة من بعدهم .
وكان لهم بإزاء ذلك أقطاع من الدول يمدون إلى أخذه اليد السفلى