@ 177 @ السعدي المعروف بالذهبي فرأى جلاد الخلط وقتالهم يوم وادي المخازن وإبلاءهم الإبلاء الحسن فاختار النصف منهم وردهم إلى الجندية وأبقى النصف الآخر في غمار الرعية ونقلهم إلى أزغار فاستوطنوه فعاثوا في تلك البلاد وأكثروا فيها الفساد ومدوا أيديهم إلى أولاد مطاع فنهبوهم وضايقوا بني حسن فكثرت الشكاية بهم إلى المنصور السعدي فضرب عليهم مغرما سبعين ألفا فلم يزيدوا إلا شدة فضرب عليهم بعثا إلى تكرارين من أرض الصحراء فامتنعوا من ذلك فبعث إليهم القائد موسى بن أبي جمادة العمري فانتزع منهم الخيل وأبقاهم رجالة ثم حكم فيهم السيف فمزقهم كل ممزق ومن ثم خمدت شوكتهم ولانت للغامز قناتهم ثم ختموا أعمالهم بفعلتهم الشنعاء التي ملأت الأفواه وأسالت من الجفون الأمواه وهي قتلتهم ولي الله تعالى المجاهد في سبيله أبا عبد الله سيدي محمد اليعاشي المالكي رحمه الله فما زلنا نسمع أن قبيلة الخلط إنما سلبوا العز منذ قتلهم للولي المذكور وكان ذلك في المحرم سنة إحدى وخمسين وألف والله تعالى أعلم $ الخبر عن بني معقل عرب الصحراء من أرض المغرب وتحقيق نسبهم وبيان شعوبهم وبطونهم $ .
قال ابن خلدون هذا القبيل لهذا العهد من أوفر قبائل العرب ومواطنهم بقفار المغرب الأقصى مجاورون لني عامر من زغبة الهلاليين في مواطنهم بقبلة تلمسان وينتهون إلى البحر المحيط من جهة الغرب وهي ثلاثة بطون ذوي عبيد الله وذوي منصور وذوي حسان .
فذوي عبيد الله منهم هم المجاورون لبني عامر ومواطنهم بين تلمسان وتاوريرت في التل وما يواجهها من القبلة ومواطن ذوي منصور من تاوريرت إلى بلاد درعة فيستولون على ملوية كلها إلى سجلماسة وعلى درعة وما يحاذيها من التل مثل تازا وغساسة ومكناسة وفاس وبلاد تادلا والمعدن